loader
 

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..1- ما هو سبب عدم إعتماد الإمام المهدي في كتابه الرائع «المسيح الناصري في الهند»على الآية التي تقول أن الله قد أوى المسيح و أمه إلى ربوة ذات قرار و معين ؟... 2: يقول أعداء الجماعة أن الإمام استخدم كلمة خاتم بمعنى آخر فقط، مثلا عيسى هو خاتم السلسلة الإسرائيلية بمعنى آخرها. ..3- ارجو توضيح ما هو الكشف الروحاني و ما هو أصله بالقرأن و الحديث و هل تؤمن طائفة أهل السنة بالكشف ؟

1- ما هو سبب عدم إعتماد الإمام المهدي في كتابه الرائع «المسيح الناصري في الهند»على الآية التي تقول أن الله قد أوى المسيح و أمه إلى ربوة ذات قرار و معين ؟...

الجواب: لقد استدل المسيح الموعود عليه السلام بالآية{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (المؤمنون 50) في كتبه التالية:
1: الهدى والتبصرة لمن يرى، حيث صنّفه حضرته في عام 1902، حيث قال ما نصه:
إنه لا شك ولا شُبهة ولا ريب أن عيسى لمّا منّ الله عليه بتخليصه من بليّة الصليب، هاجر مع أمّه وبعض صحابته إلى كشمير وربوته التي كانت ذات قرار ومعين ومجمع الأعاجيب. وإليه أشار ربنا ناصر النبيين، ومعين المستضعفين، في قوله: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَءَاوَيْنَاهُمَآ إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (المؤمنون:51). ولا شك أن الإيواء لا يكون إلاّ بعد مصيبة، وتعب وكربة، ولا يُستعمل هذا اللفظ إلاّ بهذا المعنى، وهذا هو الحق من غير شك وشُبُهَة، ولا يتحقق هذه الحالة المُقَلقِلة في سوانح المسيح إلاّ عند واقعة الصليب. وليست ربوة في الارتفاع في جميع الدنيا من البعيد والقريب، كمثل ارتفاع جبال كشمير وكمثل ما يتعلّق بشعبها عند العليم الأريب. (الهدى والتبصرة لمن يرى)
2: سفينة نوح، حيث صنّفه حضرته في عام 1902، حيث قال ما تعريبه:
لقد أشار القرآن الشريف في آية بصراحة إلى كشمير حيث أخبر أن المسيح وأمه هاجرا إلى كشمير بعد واقعة الصليب، قال الله تعالى: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ(المؤمنون:51).. أي: أننا هيّأنا لعيسى وأمّه ملاذًا في منطقة مرتفعة حيث الراحة والماء الصافي.. أي مياه الينابيع. لقد رسم الله هنا منطقة كشمير. علمًا أن لفظ "آوى" يُستعمل في لغة العرب بمعنى الإجارة من المصيبة أو والأذى، ولم يأتِ على عيسى وأمه قبل واقعة الصليب زمن حلت بهما فيه مصائب تقتضي الإجارة، فثبت من ذلك أن الله تعالى إنما أوصل عيسى وأمه إلى تلك الربوة بعد حادثة الصليب. (سفينة نوح)
أما كتاب المسيح الناصري في الهند فقد صنّفه حضرته في عام 1899، مما يعني أن الله تعالى لم يكن قد أطلع حضرته على هذا المعنى في هذه الآية في ذلك العام، بل بعده بقليل. ولله وحده الحكمة في ذلك.

2: يقول أعداء الجماعة أن الإمام استخدم كلمة خاتم بمعنى آخر فقط، مثلا عيسى هو خاتم السلسلة الإسرائيلية بمعنى آخرها.
الجواب: قولهم صحيح، وقد استخدم المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام كلمة خاتم النبيين بمعنى آخرهم، ونحن نتبع حضرته تماما في ذلك، ونرفض ما يقوله الفكر التقليدي من أن عيسى عليه السلام هو آخر النبيين، بل للأسف يزيدون على ذلك فيقولون إن عيسى هو الوحيد الذي يحيي ويخلق وأنه الوحيد الذي في السماء، مما يعني أنهم رفعوه فوق مستوى النبوة كله، وليس فوق مستوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقط.
الحقّ أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء، وهو أكملهم، ولكن في الوقت نفسه هناك روايات متواترة تتحدث عن نزول المسيح. فأصحاب الفكر التقليدي لم يستطيعوا التوفيق بين هذا وذاك، أما المسيح الموعود عليه السلام فقد وفقه الله تعالى للجمع بين الأمرين بيسر ووضوح. وكان هذا واضحا في كتاباته منذ الأيام الأولى لبعثته عليه السلام، ولكن حضرته زاد الأمر توضيحا في كتاب (إزالة خطأ)، فقد قال: "أبواب النبوة الكاملة أُغلقتْ، لكنّ بابًا واحدا مفتوح، وهو باب سيرة الصديقية: أي الفناء في الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لذا لا غيرة على نبوة الشخص الذي يأتي اللهَ عن طريق هذا الباب وهو يُلبَس رداء النبوة التي هي رداء النبوة المحمديّة بالطريق الظلّي، لأنه لا ينالها بجهوده الذاتية، بل إنه يستقيها مِن نبع نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس هذا له، بل لجلال النبي صلى الله عليه وسلم نفسه؛ لهذا اسمُه في السماء محمد وأحمد؛ وهذا يعني أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عادت أخيرا إليه صلى الله عليه وسلم لا إلى غيره، وإنْ كانت بروزية" (إزالة خطأ). والكتاب في الموقع فيمكن مراجعته للتفصيل.
3: ارجو توضيح ما هو الكشف الروحاني و ما هو أصله بالقرأن و الحديث و هل تؤمن طائفة أهل السنة بالكشف؟
الجواب: الكشف هو رؤيا في اليقظة، وكل مسلم يؤمن أن رؤيا الأنبياء وحي. ولا بد أنهم لن ينكروا أنّ بعض الرؤى تكون في حالة اليقظة، وهذا هو الكشف.


 

خطب الجمعة الأخيرة