أما الحديث الأول فيتضمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد طبّق آية الحرابة في هؤلاء المفسدين في الأرض الذين قتلوا الراعي غدرا بعد أن كان يخدمهم. وكان غرضهم بثّ الذعر في نفوس المسلمين، كما فعلت إحدى القبائل حين قتلت سبعين من المسلمين الذين دُعوا لتعليمهم القرآن ففُتك بهم غدرا.
هذه آية الحرابة: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة 33-34)
فالمفسد في الأرض يمكن تقتيله وتصليبه، وليس مجرد قتله، فالتقتيل هو أكثر من مجرد القتل.
وهؤلاء كما في الرواية: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِقَاحٍ وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ (البخاري).. فهؤلاء غدروا وقتلوا.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ إِنَّمَا سَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْيُنَ أُولَئِكَ لِأَنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ. (مسلم)
أما ا لرواية الثانية فلا نراها صحيحة، لأنه لا يمكن أن يعاقب الرسول صلى الله عليه وسلم
أحدا لمجرد أنه شتمه، فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كلمات قاسية جدا في وجهه أحيانا، ووراء ظهره أحيانا أخرى، ولم يعاقب أيا من هؤلاء.
فهذه الرواية فيه خلط واضح، وإذا كان لها أصل فلا بد أن تكون هذه المرأة من المحرضين على القتال والفتنة والدموية، ولا بد أن يكون لها باع في الإفساد في الأرض، فالرواية لا تذكر كل شيء أحيانا.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8