loader
 

السؤال: السلام عليكم يا سيوف الاسلام ! افيدوني مدى صحة هذه الاحاديث حيث جعله المرتدون عن الاسلام ذريعة لتركهم للاسلام: 1 عن انس ان رهطاً من عكل قدموا على النبي فاجتووا المدينه ,فقالوا يا رسول الله ابعد لنا رسلا ما اجد لكم الا ان تلحقوا بالذود ,فانطلقوا فشربوا من بولها والبانها حيى صحوا وسمنوا فقتلوا الراعي واستاقوا الذود فكفروا بعد اسلامهم فاتى الصريخ النبي فبعث الطلب فما ترحل النهار حتى اتى بهم فقطع ايديهم وارجلهم ثم امر بمسامير فاحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحره يستسقون فما يسقون حتى ماتوا " ,صحيح البخاري , 2 عن ابن عباس ,ان اعمى كانت له ام ولد ,تشتم النبي وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي ويزجرها فلا تنزجر , قال : فلما كانت ذات ليله جعلت تقع على النبي وتشتمه ,فاخذ المعول فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم , فلما اصبح ذُكر ذلك لرسول الله فجمع الناس فقال : انشد الله رجلا فعل ما فعل لي عليه حق الا قام ,فقام الاعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي فقال :يا رسول الله انا صاحبها ,كانت تشتمك وتقع فيك فانهاها فلا تنتهي وازجرها فلا تنزجر ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقه ,فلما كان البارحه جعلت تشتمك وتقع فيك فاخذت المعول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها ,فقال النبي :اشهدوا ان دمها هدر " , سنن ابي داوود .

أما الحديث الأول فيتضمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قد طبّق آية الحرابة في هؤلاء المفسدين في الأرض الذين قتلوا الراعي غدرا بعد أن كان يخدمهم. وكان غرضهم بثّ الذعر في نفوس المسلمين، كما فعلت إحدى القبائل حين قتلت سبعين من المسلمين الذين دُعوا لتعليمهم القرآن ففُتك بهم غدرا.
هذه آية الحرابة: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة 33-34)
فالمفسد في الأرض يمكن تقتيله وتصليبه، وليس مجرد قتله، فالتقتيل هو أكثر من مجرد القتل.
وهؤلاء كما في الرواية: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِقَاحٍ وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ (البخاري).. فهؤلاء غدروا وقتلوا.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ إِنَّمَا سَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْيُنَ أُولَئِكَ لِأَنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ. (مسلم)
أما ا لرواية الثانية فلا نراها صحيحة، لأنه لا يمكن أن يعاقب الرسول صلى الله عليه وسلم
أحدا لمجرد أنه شتمه، فقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كلمات قاسية جدا في وجهه أحيانا، ووراء ظهره أحيانا أخرى، ولم يعاقب أيا من هؤلاء.
فهذه الرواية فيه خلط واضح، وإذا كان لها أصل فلا بد أن تكون هذه المرأة من المحرضين على القتال والفتنة والدموية، ولا بد أن يكون لها باع في الإفساد في الأرض، فالرواية لا تذكر كل شيء أحيانا.





 

خطب الجمعة الأخيرة