loader
 

السؤال: سلام الله عليكم و رحمة.حياكم الله .كيف نفهم قوله صلى الله عليه وسلم *عين الناس * في حديث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها كل عام و الجماعة على تقدم

الحديث أخرجه الترمذي: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.
ومعناه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله تعالى أن ينجيه من كل شيء يأتي خفيةً، وخصوصا الجواسيس والمتآمرين والمنافقين الذين يعملون في الخفاء. كما كان يتعوذ من حسد الحاسدين، والذي له أثر كبير في إفساد العلاقات بين الناس.
سورة الفلق تتضمن هذا الدعاء وأوسع منه:
1: ما هي الأمور التي نتعوذ بها في سورة الفلق؟ إنها (من شر النفاثات في العقد)، والمقصود بها الذين يفسدون العلاقات والروابط بين الناس في المجتمع، أو بين المجتمعات.. أي أنهم هم الذين يتآمرون ويخططون خِفية لتدمير المسلمين. ومَن يعمل في الخفاء يُطلق عليه وصْف الجانّ.
2: كما أننا نتعوذ في سورة الفلق (من شر حاسد إذا حسد)، فالتعوذ من شرّ الحاسد يساوي التعوذ من شرّ عين الإنسان، ذلك أن الإنسان ينظر بعينه إلى ما أنعم الله به على الآخرين فيتمنى زوال هذه النعم ويمتلئ قلبه غيظا، ويسعى جاهدا لإفساد نِعَم الله على الآخرين، وهذا من أهم عوامل دمار المجتمعات. فهذه الرواية تبين معنى عين الإنسان؛ وتبين معنى الجان في هذا السياق، وتبين أن سورة الفلق والناس تتضمنان هذا الدعاء وتزيدان عليه.




 

خطب الجمعة الأخيرة