في كتابه "فلسفة تعاليم الإسلام" قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام ما يلي حول علة تحريم لحم الخنزير:
ههنا حكمة جديرة بالذكر، وهي أن الله عندما حرم الخنزير جعل في اسمه ما يشير إلى تحريمه أصلا، لأن لفظ الخنزير مركب من كلمتين هما (الخنز) أي فاسد جدا، وكلمة (أر) وهي مشتقة من أرى، فيكون معنى الاسم المركب: (أراه فاسدًا جدًا). فالاسم الذي سمى الله به هذا الحيوان منذ الابتداء إنما يدل على خبثه. ومن المصادفات العجيبة أن اسمه في الهندية (سؤر)، وهذا أيضا مركب من كلمتين: (سوء) و (أر) .. أي أراه سوءً.
ويجب ألا يُستغرب من قولنا هذا فيقال كيف يمكن أن تكون الكلمة الهندية (سؤر) عربيةً؛ ذلك أننا أثبتنا في كتابنا (مِنن الرحمن) أن العربية هي أُم الألسِنة جميعها، وأن كلماتها توجد بالآلاف في جميع اللغات الأخرى.
إن كلمة (سؤر) عربية ومرادفها في الهندية (بَدْ) ولهذا يُدعَى الحيوان المذكور في هذه البلاد (بَدْ) .. أي سيئ أيضا. ويبدو أن الحيوان المذكور كان مشهورا في البلاد الهندية بالاسم العربي المرادف للخنزير حينما كانت العربية لغة العالم كله، ثم لم يزل فيها حتى الآن كأثر مذكور، وإنْ كان قد طرأ عليه في اللغة السنسكريتية من النحت والقلب ما غير شكله الأصلي. ولكن الاسم الصحيح الموضوع للحيوان هو ذلك الاسم لا غير، لأنه يشتمل على علة التسمية التي يدل عليها لفظ (الخنزير).
وأما معنى (فاسد جدا) فهو لا يحتاج إلى شرح. مَنْ ذا الذي لا يدري أن هذا الحيوان أشد حرصًا على النجاسات من جميع الحيوانات الأخرى، وأنه فوق ذلك وَقِحٌ دَيُّوثٌ؟ والعلة في تحريمه ظاهرة وهي أن قانون الفطرة يقضي بأن تأثير لحم هذا الحيوان النجس الخبيث في الجسم والروح لا بد أن يكون تأثيرا خبيثا. وقد أثبتنا فيما مضى أن الأغذية تفعل فعلها في جسم الإنسان حتمًا، فهل بعد ذلك من شك في أن تأثير الخبيثِ خبيث؟ ولقد كان الأطباء اليونان قبل الإسلام أيضا يرون أن لحم هذا الحيوان يقلل من الحياء، ويزيد في الديوثية على وجه الخصوص.
تميم أبو دقة
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8