loader
 

السؤال: السلام عليكم اخ هاني انا احمدي جديد منذ عشره ايام سالني احد الاشخاص سؤال عجزت عن الاجابه عنه ارجو منكم الاجابه وفقكم الله: لماذا الله سبحانه وتعالى يقول لنا اني خلفت الارض وسماء والطعام والشراب والانعام سخر لنا كل شيئ ولسان وشفتين وعيون علما انه اذا لم يخلق لنا كل هذه الاشياء لا نستطيع العيش اصلا فتصور انسان بدون عينين واذنين ويدين كيف يتسنا له العيش وعباده الله ارجو تكون قد فهمت قصدي

إن التذكير بنعم الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم له فوائد متعددة، منها:
توضيح معنى صفة (الرحمن) يقول المسيح الموعود عليه السلام:
ثم للرحمن معنى خاص يختص به ولا يوجد في الرحيم، وهو أنه مُفيضٌ لوجود الإنسان وغيره من الحيوانات بإذن الله الكريم، بحسب ما اقتضى الحِكَمُ الإلهية من القديم، وبحسب تحمُّلِ القوابل لا بحسب تسوية التقسيم. وليس في هذه الصفة الرحمانية دخلُ كسبٍ وعملٍ وسعيٍ من القوى الإنسانية أو الحيوانية، بل هي مِنّةٌ من الله خاصّةٌ ما سبقها عملُ عامل، ورحمةٌ من لدنه عامّةٌ ما مسَّها أثرُ سعيٍ من ناقصٍ أو كامل. فالحاصل أن فيضان الصفة الرحمانية ليس هو نتيجة عملٍ ولا ثمرة استحقاق، بل هو فضل من الله مِن غير إطاعة أو شِقاق. وينْزل هذا الفيض دائما بمشيّة من الله وإرادة، مِن غير شرطِ إطاعة وعبادة وتُقاة وزهادة. وكان بناءُ هذا الفيض قبْلَ وجود الخليقة وقبل أعمالهم، وقبل جهدهم وقبل سؤالهم، فلأجل ذلك توجد آثار هذا الفيض قبل آثار وجود الإنسان والحيوان، وإنْ كان ساريًا في جميع مراتب الوجود والزمان والمكان والطاعة والعصيان. ألا ترى أن رحمانية الله تعالى وسِعت الصالحين والظالمين، وترى قمره وشمسه يطلُعان على الطائعين والعاصين، وأنه أعطى كلَّ شيء خَلْقَه وكفَل أمرَ كلِّهم أجمعين. وما من دابّة إلا على الله رزقها ولو كان في السماوات أو في الأرضين، وأنه خلَق لهم الأشجار وأخرج منها الثمار والزهر والرياحين. وإنها رحمة هيّأها الله للنفوس قبل أن يبرَأها وإن فيها تذكرة للمتّقين. وقد أعطى هذه النعم مِن غير العمل ومن غير الاستحقاق، من الله الراحم الخلاّق. ومنها نعماء أخرى من حضرة الكبرياء، وهي خارجة من الإحصاء، كمِثل خلقِ أسباب الصحة وأنواع الحيل والدواء لكل نوع من الداء، وإرسالِ الرسل وإنزال الكتب على الأنبياء. وهذه كلها رحمانية من ربنا أرحم الرحماء، وفضلٌ بحتٌ ليس مِن عمل عامل ولا من التضرّع والدعاء. (كتاب إعجاز المسيح)
ومن الفوائد أيضا:
توضيح معنى التوحيد الحقيقي، فمن المشركين من ينسب بعض النعم إلى الملائكة، كإنزال المطر، وإخراج النبات. وبعض المشركين ينسب بعض النعم إلى الأموات والآلهة الباطلة. فجاءت هذه الآيات الكريمة لتوضح أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر هذه النعم كلها.
ومن الفوائد أيضا:
التذكير بأن الله سبحانه وتعالى قد قدّم للإنسان كل ما يحتاج إليه من أجل القيام بالمهمة التي كلفه بها، وهى عبادته سبحانه وتعالى. وحتى لا يبقى للإنسان عذر يعتذر به عن القيام بعبادة الله سبحانه وتعالى.

هاني الزهيري


 

خطب الجمعة الأخيرة