نورد هنا مقتبسا من كلام المسيح الموعود عليه السلام من كتابه "نور الحق":
"وقالوا إنه كان خالق الطيور كخلق الله تعالى، وجعله الله شريكه بإذنه، والطيور التي توجد في هذا العالم تنحصر في القسمين: خَلْق الله وخَلْق المسيح. فانظر كيف جعلوا ابن مريم من الخالقين. ويُشيعون في الناس هذه العقائد ولا يدرون ما فيها من البلايا والمنايا، ويؤيدون المتنصرين. وهلك بها إلى الآن ألوف من الناس ودخلوا في الملّة النصرانية بعدما كانوا مسلمين. وما كان في القرآن ذكرُ خَلْقه على الوجه الحقيقي، وما قال الله تعالى عند ذكر هذه القصة: فيصير حيًّا بإذن الله، بل قال: فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ، فانظروا لفظ "فيَكُونُ" ولفظ "طَيْرًا"، لِمَ اختارهما العليم الحكيم وترك لفظ "يصير" و"حيًّا"؟ فثبت من ههنا أن الله ما أراد ههنا خلقًا حقيقيا كخلقه عز وجل. ويؤيده ما جاء في كتب التفسير من بعض الصحابة أن طير عيسى ما كان يطير إلا أمام أعين الناس، فإذا غاب سقط على الأرض ورجع إلى أصله كعصا موسى، وكذلك كان إحياء عيسى، فأين الحياة الحقيقية؟ فلأجل ذلك اختار الله تعالى في هذا المقام ألفاظًا تناسب الاستعارات ليشير إلى الإعجاز الذي بلغ إلى حدّ المجاز، وذكر مجازًا ليُبيّن إعجازًا، فحمله الجاهلون المستعجلون على الحقيقة، وسلكوه مسلكَ خَلْق الله مِن غير تفاوت، مع أنه كان مِن نفخ المسيح وتأثير روحه مِن غير مقارنته دعاء، فهلكوا وأهلكوا كثيرا من الجاهلين. والقرآن لا يجعل شريكا في خلق الله أحدًا ولو في ذباب أو بعوضة، بل يقول إنه واحد ذاتًا وصفاتٍ، فاقرأوا القرآن كالمتدبرين. فالأمر الذي ثبت عقلاً ونقلاً واستدلالا لا يُنكره أحد إلا الذي ما بقي في رأسه مِرّةٌ إنسانية ولحِق بالأخسرين السافلين. ولا يقول أحد كمثل هذه الكلمات إلا الذي نسي طريق التوحيد ومال إلى الجاهلية الأولى، وما بلغ نظره إلى نتائجها الضرورية ومفاسدها المخفية، أو الذي رسا على جهله عمدًا وغرق في لُجّة التقليد غرقًا، حتى فقد أثر حرية الإنسانية، وسقط في شبكة لا تخلُّصَ منها، وتابَعَ أَثَرَ إبليس اللعين. والذي آمنَ بالقرآن وألقى نفسه تحت هداياته فلن يرضى بمثل هذه العقائد، بل لا يسوغ له قولٌ يُخالف القرآن بالبداهة ويُعارض بيّناته ومُحكَماته صريحا. وأيُّ ذنب أكبر من ذلك أن أحدًا يؤمن بالقرآن ثم يرجع ويُنكر بعض هداياته، ويتّبع المتشابهات ويترك المحكمات، ويحرّف القرآن ويغيّر معانيه من مركزها المستقيم، ويؤيّد بأقواله قوما مشركين؟ ولكن الذي تمسّكَ بكتاب الله وآمن بما فيه صدقا وحقا، فأيّ حرج عليه وأيّ ضير إنْ ترَك روايات أخرى التي تُخالف بيّناتِ القرآن وليست ثابتة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثبوت قطعي يقيني الذي يُساوي ثبوت القرآن وتواتُرَه، أو ترَك مثلا معاني تُخالف نصوصه، واختار الموافق ولو بالتأويل؟ بل هذا مِن سِيَر الصالحين المتقين ومِن سِيَر الصدّيقةِ -رضي الله عنها- أُمِّ المؤمنين. فالواجب على المؤمن المسلم الورع الذي يتقي الله حق التقاة، أن يعتصم بحبل الله القرآن ولا يبالي غيرَه الذي يخالفه، وإذا رأى وانكشف عليه أن بعض العلماء من السلف أو الخلف غلطوا في فهم أمر فليس من ديانته أن يتبع أغلاطهم، ويقبلها بغضّ البصر، ولا يفارقها بتفهيمِ مُفهمٍ." (نور الحق، ص7-10)
كما نرجو العودة إلى كتابه عليه السلام إزالة الأوهام، ص295-322 وفيه تناول هذا الموضوع أيضا باستفاضة وهذا رابطه:
http://islamahmadiyya.net/pdf/21_Izalat_awham.pdf
وسام البراقي
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8