loader
 

السؤال: للمره الثانيه ماهو تعليقكم على المذهب الشيعي الاثناعشري , بحيث قول النبي الائمة من بعدي اثنا عشر. وماهو تفسير اية 105,106 من سورة الانعام و ايه 7 من سورة الرعد. ارجو الرد من الاخ السيد هاني طاهر

المذهب الشيعي الاثنا عشري مؤسَّس على فرضية أن الصحابة خانوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا القول يتناقض مع مفهومنا لختم النبوة، والذي يقتضي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم نبي وكتابه أعظم كتاب وآياته أعظم آيات وأمته أعظم أمه وصحابته أعظم صحابة، وحيث إننا لا نجد أي نبي سابق قد خانه صحابته من بعده، فلا يجوز أن يخطر ببالنا أن يكون صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم الأسوأ.

أما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال إن الأئمة من بعده 12، فهذا ما لا نجده في أي كتاب حديث لا شيعي ولا سني قبل عام 300هـ، اللهم إلا كتب شيعية ألِّفت بعد أن شاعت عقيدة غياب ابن مفترض عند الحسن العسكري.

ولعلك تشير الى حديث جابر بن سمرة، وهو نص مبتور؛ كل ما في الأمر أن طفلا اسمه جابر يدخل مع أبيه عند الرسولصلى الله عليه وآله وسلم وهو يتحدث بأمور لا نعلمها، فيدخل الطفل جابر في وسط الموضوع، فيسمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول شيئا لا يَعرف أوله.. لنترك المجال لجابر يتحدث: "دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمْ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً قَالَ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ خَفِيَ عَلَيَّ قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِي مَا قَالَ قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.

وفي رواية: أَمِيرًا بدل خليفة. والرواية لا تذكر لنا ما هو هذا الأمر، ولا ما هو الموضوع ولا ما هو السياق. ولا ما هو الكلام الذي خفي عليه. أي أن الحديث مبتور من بدايته ومن نهايته. فمثل هذا الحديث لا يُبنى عليه عقائد.

واللافت أن الشيعة يُكثرون من ذكر هذه الرواية ويكررونها من البخاري ومسلم وغيرهما، وكأنها ألف رواية.. بينما هي رواية واحدة، عن رجل واحد، سمعها وهو طفل، ورُويت عنه بنصوص مختلفة!! وليس من الأمانة نقلها وكأنها متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه الرواية لها فائدة عظيمة جدًّا رغم ما قلت عنها، وهي أنها تؤكد أن أهل الحديث (البخاري ومسلم وغيرهم) لم يسمعوا قط بأن هناك أئمة 12، ولو سمعوا لما رووا هذه الرواية التي قد يُفهم منها ذلك خطأ. هذا على فرض أنهم يعرفون أن هناك هذا العدد من الأئمة وأنهم يكفرون بهم. فالرواية تفيد براءة أهل الحديث وصدقهم.

على كل حال، فالرواية يبدو أنها تشير الى أن الإمام المهدي سيُبعث بعد اثني عشر قرنا.. أي في عام 1300 هـ، وهذا ما حدث، فقد بعث الله المسيح الموعود والإمام المهدي حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام في هذا العام، والذي وافق عام 1882 م. مع أن الراوي الذي كان طفلا لم يسمع ذلك دقيقا.
الجواب الثاني:
{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (106) اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (الأَنعام 106-107).. أي أننا وضحنا تعاليمنا بشتى الطرق مما جعل المؤمنين يؤمنون بها ويوقنون بها، لكن المشركي ظلوا يقولون إنك قد تعلمت تلك التعاليم من اليهود والنصارى، وأنها ليست من الله.
الجواب الثالث:
أما آية الرعد: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } (الرعد 8).. فتقول إن الكفار ظلوا يطلبون الآيات والمعجزات زاعمين أن القرآن الكريم ليس آية، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس لديه أي معجزة، {وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ } (الأَنعام 125) {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} (القصص 49).. فقل لهم يا محمد، أنك ليست إلا منذرا، ولست إلها. وقد ظل الله تعالى يبعث الهداة والمنذرين عبر التاريخ، فجعل لكل أمة نبيا هاديا لهم، وأنت لست بدعا في هذا. وأنّ هؤلاء الهداة ظلوا يأتون بآيات وظلّ الكفار يرفضونها زاعمين أنهم ليس لديهم أي آية.


 

خطب الجمعة الأخيرة