loader
 

السؤال: ما حقيقة المسيح الدجال الاعور الذي ينتظرهو المسلمون ؟

لقد تناول المسيح الموعود عليه السلام شرح مفهوم الدجال في أماكن متعددة من كتبه فيقول مثلا في كتاب التليغ طارحا أسئلة للتفكر والتدبر:
{وعجبت لقوم يزعمون في الدجال أنه رجل من الرجال، ويقولون إنه كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إلى الآن من الموجودين. أُفٍّ لهم ولوهنِ رأيهم.. كيف يحكمون! ألا يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقسم بالله، ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ. يعني بذلك أن الناس كلهم يموتون إلى مضي المائة، وما يكون فرد من الباقين. فما لهم يقرؤون "البخاري" و"مسلم" ثم يضلون المسلمين؟
أيها الأعزة، إن في هذا الاعتقاد مصيبتان عظيمتان قد أزجتا كثيرا من الناس إلى نيران الكفران، ومنعتاهم من مرتع الجِنان، فلا تخطوا صراطكم ولا تكونوا من المتخطين. أُولاهما المصيبة التي قد ذكرت من استلزام تكذيب قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي أكده بالقسم، فإياكم وسوء الأدب وكونوا من المتأدبين. لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله، ولا تعصوا بعدما بين لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلموا أنه صادق صدوق ما ينطق عن الهوى.. إن هو إلا وحي يوحى. فاخفضوا جناح الذل، ولا تأبوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنتم صالحين.
والمصيبة الثانية ظاهرة لا حاجة لها إلى البيان. ألا ترون إلى الفرقان وتعليم الرحمن.. كيف أقام الناس على توحيد عظيم ونهاهم عن سَنَنِ المشركين؟ فتفكروا في قلوبكم..كيف يمكن أن يخرج الدجال كما تزعمون، ويحيي الأموات ويري الآيات، ويسخر السحاب والشمس والقمر والبحار، وكان أمره إذا أراد شيئًا أن يقول لـه كن فيكون؟ أهذا ما عُلّمتم من القرآن؟ أهذا تعليم الفرقان؟ أهذا الذي سُفك له دماءُ سراة العرب وعظائمِ القريش ببدرٍ وفي كل مصافّ، وهضَمهم المسلمون هَضْمَ مِتلاف؟ اشهدوا ولا تكونوا من الكاتمين. كيف ينسخ تعليم القرآن وينبذ كالقشر، ويفيء المَنْشَرُ المَطْوِيّ إلى النشر، ويجيء الدجال المفاجئ لتضليل نوع البشر؟ لم تخرجون من خُلَع الصداقة وتنسون يوم الحشر؟ وتفسدون في الأرض بعد إصلاحها، اتقوا الله ولا تكونوا من المعتدين. أيمكن أن السيّد الذي كسر الأصنام بالعصا، وإذا سُئل أغير الله قادر قال لا، أهو يعلّمكم أمورا خلاف القرآن الكريم وخلاف التوحيد العظيم؟ كلا.. إنه أغير من كل غيور لله وتوحيده، فلا تفتروا عليه عَضِيهة ولا تكونوا فريسة الشياطين.
هذان بلاءان في اعتقادكم، ومصيبتان على دينكم وتوحيدكم، وصلاحكم وسدادكم. وأمّا المعنى الذي بيّنت، ولتعليمه تحزمت، فكله خير لا محذور فيه، ولا رائحة من شرك ولا من تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أقر للعين، وفيه نجاة من الثقلين، فاقبلوه وكونوا من الشاكرين.
وكيف تظنون في الذي هو في زعمكم من أبناء الغِيد، وتفوَّقَ مِن رَأْدٍ ضعيفة لا من الشيطان المريد، أنه يتقوى كالشياطين، ويشابهه في بعض الأغاريد، بل يكون أزيد منهم ويصلب كالحديد. ويكون لـه جسم لا يسع إلا في سبعين باعًا. تفكروا يا ذرية الحُرَّينِ! أيجوز أن يتعطل الله في وقت خروجه، ويقدر الدجال على كل أمر وكل ضيم. وتصير تحت أمره شمس وقمر ونار وماء وجنةٌ وخزائن الأرض وقطعة كل غيم. ويطوف على كل الأرض في ساعة، ويدخل المشارق والمغارب تحت لواء الطاعة، ويضع الفأس على رأس الناس، ويجعلهم شِقَّيـن ثم يحيـيهم مرة أخرى، ويري الخلق كذب آية الفرقان: (فيمسك التي قضى عليها الموت)، ويكون على كل شيء من الفعـالين؟ يسحق التوحيد تحت أرجله وكان به من المستهزئين؟ سبحان ربنا عما يصفون، والحمد لله رب العالمين". (التبليغ، ص 115-119)}
وللتفصيل نرجو العودة أيضا إلى كتاب حمامة البشرى وإعجاز المسيح من كتب المسيح الموعود عليه السلام على سبيل المثال للتزود وهما موجودان على الموقع وكذلك الاطلاع على الروابط المرفقة:
http://islamahmadiyya.net/books2.asp?book_key=12&magazine=0&book_name=احذروا.. الدجال يجتاح العالم !
http://islamahmadiyya.net/vidplayer.asp?video=dajal1256kbps.wmv
http://islamahmadiyya.net/vidplayer.asp?video=dajal2256kbps.wmv
وسام البراقي


 

خطب الجمعة الأخيرة