loader
 

السؤال: اذا كان ياجوج وماجوج هم الغرب فاين السد الذي ظهروه ونقبوه اوضحوا لنا

يذكر القرآن الكريم قصة يأجوج ومأجوج والملك الصالح ذي القرنين، فيقول الله تعالى إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، ويقوم بالإغارة على المستضعفين من القبائل، فجاء الملك ذو القرنين وقام ببناء سد يمنع إغارات يأجوج ومأجوج على المستضعفين. هذه هي المرحلة الأولى من قصة يأجوج ومأجوج. ثم مات الملك الصالح ذو القرنين، وتعاقبت الأجيال في يأجوج ومأجوج وغيرها من الأمم، وحدثت هجرات بشرية عديدة من مناطق إلى أخرى.
أما المرحلة الثانية من قصة يأجوج ومأجوج فهي خروجهم في آخر الزمان. والسد المذكور في الأحاديث المقصود به الموانع التي كانت تمنع خروج يأجوج ومأجوج.
لتوضيح هذه النقطة نقول:
روى ابن ماجة في سننه عَنْ حُذَيْفَةَ؛ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَيُّكمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْفَتْنَةِ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ: فَقُلْتُ: أَنَا. قَالَ: إِنَّكَ لَجَرِيءٌ. قَالَ: كَيْفَ" قَالَ: سَمُعْتُهُ يَقُولُ ((فِنْتَنةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهَ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصلاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ. وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ)) فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ هذَا أَرِيدُ. إِنَّمَا أَرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. فَقَالَ: مَالَكَ وَلَهَا؟ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ! إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَاباً مُغْلَقاً. قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ يُفْتَحُ؟ قَالَ: لاَ. بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: ذَاكَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ يُغْلَقَ.
قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مِنَ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ. كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ غَدٍ اللَّيْلَةَ. إِنِّي حَدَّثْتُهُ لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ.
فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ: مِنْ الْبَأبُ؟ فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سَلْهُ. فَسَأَلَهُ. فَقَالَ: عُمَرُ.(سنن ابن ماجة – باب ما يكون من الفتن)
هنا نجد أن الرواية تقول بأن عمر ابن الخطاب هو الباب الذي يمنع دخول الفتن، فهل كان عمر ابن الخطاب بابا من خشب ومسامير وأقفال؟ بالطبع لا. وإنما كان عمر ابن الخطاب هو من الأسباب المانعة لوقوع الفتن.
وكذلك سد يأجوج ومأجوج المذكور في نبوءات آخر الزمان، فالمراد منه العوامل التي منعت يأجوج ومأجوج من الخروج والتي إذا زالت خرج يأجوج ومأجوج من كل حدب ينسلون.

هاني الزهيري


 

خطب الجمعة الأخيرة