loader
 

السؤال: السؤال متعلق بالآية : (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )) الرجاء شرح الآية , ذكر في البداية "تزودوا" فقط لم تتبع الكلمة بأي تمييز يعني تزودوا بالخير تزودوا بالعمل الصالح .. إلخ , أتمنى أن أجد عندكم توضيحا

يقول الله عز وجل الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ( سورة البقرة الآية 198)
يقول المصلح الموعود رضي الله عنه لقد ذكرت الآية ضرورة اجتناب ثلاث مساوئ هي: الرفث والفسوق والجدال، والرفث ما يكون بين الزوجين من علاقة خاصة، وكذلك يُطلق على فاحش الكلام والسباب، وسماع لغو الحديث وتافهه. والفسوق هي تلك الآثام التي تتعلق بذات الله تعالى والتي بارتكابها يخرج الإنسان عن طاعته والاستسلام له. ثم الجدال وهو ما يقطع الصلات بين الناس. والحقيقة أن الله بهذه الأمور الثلاث وجّه النظر إلى الإصلاح من ثلاثة أنواع: أولا-يجب أن تصلحوا أنفسكم وتُطهروا قلوبكم من كل أنواع الميول السيئة غير الطاهرة. وثانيا-أن تبقوا على صلة إخلاص بالله تعالى. وثالثا-أن تنشئوا علاقات المحبة مع الآخرين. وكأنه تعالى لم ينه هنا عن ثلاثة أنواع من السيئات فقط، بل قد نهى عن كل السيئات.. إذ لا سيئة تبقى خارجة عن هذه الثلاث. فالسيئة إما تتعلق بالإنسان نفسه، أو بالله تعالى، أو بسائر الخلق. ومن الضروري للرقي الروحاني أن يهتم الإنسان بعد إصلاح نفسه بأداء حقوق الله تعالى وحقوق العباد. (التفسير الكبير – تفسير سورة البقرة)
ثم جاء قوله تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) في صيغة بلاغية، حيث شبه الله عز وجل (التقوى) بالأشياء المادية التي يتزود بها الإنسان في سفره كالطعام والشراب والمال. والمعنى أنه لكي تحققوا الهدف الحقيقي من الحج يجب عليكم أن تتزودوا لهذه الرحلة بالزاد المادي حتى يعينكم من الناحية الجسدية، والزاد الروحاني وهو التقوى حتى يعينكم من الناحية الروحانية. والوصول إلى الزاد الروحاني أي التقوى يجب عليكم أن تجتنبوا المنهيات الثلاثة التي ذكرتها الآية الكريمة آنفاً.
هاني الزهيري
19-10-2012


 

خطب الجمعة الأخيرة