loader
 

السؤال: كيف تفسرون نصيحة رسول الله بالهروب الى الجبال عند ضهور المسيح الدجال في حين انكم تتخذون من بلاده مركز اقامتكم

ورد في حديث طويل يتحدث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نزول المسيح وقتله للدجال ثم جاء فيه: "ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ......" (مسلم)
والطور هنا رمز للتقوى والدعاء والتوكل على الله وحده وليس على الوسائل المادية. فالحديث لا يقول إن المسيح سيهرب إلى الجبال، بل إن الله تعالى يأمره أن يحرز عباده إلى الطور.
ثم إنّ يأجوج ومأجوج سيسطيرون على كل مكان، وليس هنالك أي إشارة إلى أنهم سيسيطرون على الأودية والسهول والبحار بينما تكون الجبال خارج سيطرتهم، لذا لا معنى للهروب إلى الجبال المادية.
أما اللجوء إلى الله ودعائه فهو الحلّ لمواجهة هؤلاء الذين لا يدان لأحد بقتالهم، وليس الحلّ باستجلابهم والاستقواء بهم لقتال فئة أخرى من أبناء الوطن، كما هو حاصل في كثير من دول العالم الإسلامي وجماعاته، حيث صارت شعوبنا وقودا في صراعات القوى العالمية.


 

خطب الجمعة الأخيرة