كان إسماعيل عليه السلام أقل من الرابعة عشرة من عمره، ولكنه كان بالغا عاقلا فاهما لما يختار ويقرر. ومما يدل على أنه كان بالغا قوله تعالى {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} (الصافات 103)، فهو يبلغ السعي، ويجيب إجابات بليغة. ومما يدل على أنه كان دون الرابعة عشرة من عمره ما جاء في التوراة: {خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ} (سِفْرُ التَّكْوِينِ 22 : 2).. فهو وحيده.. وإن كان النص هنا فيه تحريف حيث ذكر إسحق بدل إسماعيل.. المهم أن إسماعيل ظلّ وحيد أبيه حتى الرابعة عشرة من عمره، وبعدها وُلد إسحاق كما يتبين من الجمع بين نصوص أخرى في التوراة. وهي:
{وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، 25وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ابْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ.} (سِفْرُ التَّكْوِينِ 17 : 24-25)
{5وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ} (سِفْرُ التَّكْوِينِ 21 : 5)
أما مكان الذبح فلا يصرح به القرآن الكريم. وأما مكان الذبح الذي حدث في الحقيقة في الصغر فهو في مكة، حيث ترك إبراهيم ابنه الصغير وزوجته في واد غير ذي زرع، وبهذا ارتبطت شعائر الحج.