loader
 

السؤال: انكرتم حديث النملة والهدهد وايماني ان حديثهما وحيا من اله القي علي قلب سليمان فهل تكرون وحي الله علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم في حديث ذراع الشاه وحديث البعير وحديث جذع النخله وبكائه ؟

نحن لا ننكر هذه الكشوف التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أخبره ذراع الشاة أنه مسموم، وحيث تحدث معه بعير، أو حنّ إليه جذع الشجرة، أو ما شابه، فهذه الكشوف كثيرة. لكن هذا الجمل لم يصبح عاقلا ومكلفا مثل البشر بهذا الكشف.
أما الهدهد فهو مُكلَّف من سليمان عليه السلام، حيث يذهب إلى اليمن، ويأتي بالأخبار الهامة، وحيث يهدده سليمان عليه السلام لما تأخر بقوله (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ).. فهل يمكن أن يكون المقصود العصفور المعروف؟ كيف سيعذبه عذابا شديدا؟ وهل يمكن أن يصل العصفور إلى سبأ ويقول (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)؟ ثم يضيف قائلا: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (24) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (25) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (26) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
هل يعرف العصفور هذه العقائد والمعارف السامية؟ وهل يعيده سليمان عليه السلام إلى اليمن ثانية بقوله: (اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِون)
فلا بد من التفريق بين أمر واضح أنه كشف، وبين قصة طويلة واضح من سياقها ولغتها وأسلوبها أنها تتحدث عن إنسان، وإن حمل اسم حيوان أو طائر، وهذا معروف وشهير.


 

خطب الجمعة الأخيرة