يُكثر الخصوم من حديثهم عن أنّ تفسير الجن من ابتكار الخليفة الثاني، ولم يتطرق إليه المسيح الموعود عليه السلام. وهذه المسألة يثيرونها أيضا في قضايا أخرى قد بيّنا خطأهم فيها، مثل تفسير بعض معجزات الأنبياء، حيث بيّنا أن حضرة المسيح الموعود قد وضع القواعد الضرورية لهذه التفاسير التي بنى عليها الخلفاء وعلماء الجماعة.
أما في تفسير الجن، فقد أشار المسيح الموعود عليه السلام إلى أن جّن سليمان عليه السلام هم بَشَر من أعدائه الذين سُخِّروا للعمل عنده. وقد ورد قول المسيح عليه السلام هذا في بيت شعر بالعربية.. ففي كتابه "سرّ الخلافة" نظَم المسيح الموعود عليه السلام قصيدة سمّاها: "القصيدة في مدح أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين".. قال فيها عن أبي بكر رضي الله عنه:
وإني أرى الصدّيقَ كالشمس في الضحى..........مآثرُه مقبولةٌ عندَ هوجرِ
ثم تحدث حضرته عن أبي بكر في عدد من الأبيات، ثم تحدث بعد ذلك عن عمر رضي الله عنه فقال:
وشابَهَهُ الفاروق في كل خطّةٍ.........وساسَ البرايا كالمليك المدبّرِ
ثم بعد عدد من الأبيات قال حضرته عليه السلام واصفا حكم الفاروق عمر:
وفي وقته أفراسُ خيلِ محمّدٍ.........أثرنَ غبارا في بلاد التنصّرِ
وكسَّر كسرى عسكرُ الدين شوكةً.........فلم يبق منهم غيرُ صُور التصوّرِ
وكان بشوكته سليمانَ وقتهِ......... وجُعلتْ له جِنُّ العِدا كالمسخَّرِ
أي أن مُلك عمر رضي الله عنه كان مثل ملك سليمان عليه السلام، حيث سُخِّرت له جنّ الأعداء. ومعلوم أن عمر رضي الله عنه لم تُسخَّر له أشباح الفرس، بل إن أعدادا كبيرة من الأعداء الغرباء صاروا عمالا عنده رضي الله عنه، كما صار أعداء غرباء عمالا عند سليمان عليه السلام.
وبعض المماحكين يروْن أن المسيح الموعود عليه السلام يؤمن بتشكل الجنّ الشبحي!!! أي أن الجن يتشكل على شكل قطة وأفعى وما شابه ذلك.. مستدلين بقول حضرته: "إن حضرة الله تعالى حضرةٌ عجيبةٌ، وفي أفعال الله أسرارٌ غريبةٌ، لا يبلغ فهم الإنسان إلى دقائقها أصلا. فمن تلك الأسرار تمثُّل الملائكة والجنِّ، ومنها حقيقة نزول المسيح التي دقّ فهمُها وعسُر اكتناهُها على أكثر الناس، فلا يفهمون الحقيقة..." (التبليغ). لكن الجنّ هنا بمعنى الشيطان الذي يوسوس للناس. وهذا من علم الغيب كما هم الملائكة من علم الغيب. ولا يعني أنه عليه السلام يؤمن أن هناك كائنات مكلفة اسمها الجنّ. فكلمة الجن تُطلق على الشيطان. ثم إنه عليه السلام يقول: تمثل الملائكة والجن، ولا يقول تمثل الملائكة وتمثل الجن. ثم إن تمثل الجن في الفكر التقليدي ليس سرًّا غريبا من أفعال الله، فتمثله بقط أو أفعى ليس سرًّا غريبا ولا عجيبا، بل مسألة يفهمها حتى الأطفال. لذا فإنه من الواضح بداهة أن المسيح الموعود عليه السلام لم يقصد ذلك.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8