الشجرة في قصة آدم هي جزء من القصة، وهذه القصة هي قصة شاملة لا بد من النظر إليها من جوانب متعددة بما في ذلك السياق. فسياق القصة بنفسه يحكم أنه من المستحيل أن تكون شجرة فعلية.
أما ذكر الأكل والذوق من الشجرة فهو من المجاز ومما يلزم لكمال المثال. وهذه هي سمة الكلام البليغ.
فمثلا عندما قدم الله تعالى مثال الكلمة الطيبة قال عنها أنها لها أصل وفروع وثمرات مستمرة تؤكل. حيث قال تعالى:
{ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (25) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } (إِبراهيم 25-26)
فهل قوله تعالى "تؤتي أكلها" يجعلنا نقول أننا لا يمكن أن نتقبل الكلمة الطيبة ونحكم بأنها طيبة حتى نأكل منها ثمارا نلتهمها؟!
كذلك قال تعالى:
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ } (الأَنعام 66)
وقد استعمل الله تعالى في هذه الآية الذوق بنفس المعنى تماما الذي استعمل في قصة آدم؛ حيث عبّر عن تعامل آدم عليه السلام مع هؤلاء الأقوام ثم اختلافه معهم كأنه قد ذاق منهم ما قد ضرره.
ومعلوم أننا نستعمل هذه التعابير في اللغة في حياتنا العامة كثيرا، كأن نقول بأن فلانا أكل مال غيره، أو أن فلانا ذاق من فلان الويلات. وقد استعمل القرآن الكريم هذه الكلمات بنفس هذه المعاني.
تميم أبو دقة
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8