loader
 

السؤال: الا تخالف احاديث علامات قبام الساعة ومنها ظهور المهدي ونزول عيسى ما جاء في كتاب الله من قيام الساعة بغتة اي دون علامات بل انها قد تاتينا اليوم او غدا او بعد مليون سنة؟

لا بد أولا من فهم المقصود من الساعة.
فقد وردت الساعة لتفيد ساعة انتصار الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده، ثم وردت لتفيد أيضا ساعة انتصار الإسلام مجددا بعد الانحطاط والضعف في الزمن الأخير. وعلامات الساعة الكثيفة التي ذكرتها السور القرآنية وخاصة في جزء عمّ كانت تفيد الانتصار في هذا الزمان.
كذلك فإن قيام القيامة هو ساعة أيضا، وهي الساعة العظمى، واعتُبرت ساعات انتصار الإسلام علامة على أن قيام القيامة حق؛ حيث سيتحقق فيها الثواب والجزاء ويرى كل إنسان نتيجة عمله.
أما أن تأتي الساعة بغته، فهي لا شك تباغت كل من لم يلتفت إلى علاماتها وأشراطها ويعرض عنها ويظن أنها لن تقوم. فالكفار الذين لم يؤمنوا بأن انتصار الإسلام قادم باغتهم الانتصار بعد أن حاولوا تجاهل الأشراط. وقد قال الله تعالى:
{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} (محمد 19)
أي أن الأشراط قد جاءت ولكنهم سيباغتون بها.
كذلك من ناحية أخرى، فإن وجود الأشراط يدل على اقتراب الساعة ولكنه لا يحدد وقتها الدقيق. والوقت الدقيق علمه عند الله تعالى، ولا فائدة من معرفته، وإنما الفائدة في الاستعداد للساعة.
وما ينطبق على ساعة الانتصار ينطبق على يوم القيامة أيضا. فإن العلامات تشير إلى أن هذا اليوم قادم، ولكن علم الموعد الدقيق لها هو عند الله تعالى.
تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة