loader
 

السؤال: الإخوة الأعزاء في الجماعة الإسلامية الأحمدية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، فيسرني أن أكتب إليكم مرة أخرى لأشكركم على الجهود المضنية والجبارة التي تبذلونها بكل حكمة ومنطق وعقل من أجل نصرة قضية الإسلام والدفاع عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، أو من أجل تبيان الحق لإخواننا المسيحيين بدعوتهم إلى الرشد والصواب بالبرهان والحجة الدامغة والكلمة الطيبة. نتمنى لكم التوفيق والسداد، والله ناصركم بإذنه لا محالة إن شاء الله ما دمتم إلا هادين للحق لا لغيره. .... كذلك أستغل هذه المناسبة لأستفسركم في قضية تخص تعرض المسيح الناصري عليه السلام للتعليق، إن حججكم قوية جدا بالبراهين التي تثبتون فيها أن عيسى عليه السلام لم يمت على الخشبة وأنه إنما أغمي عليه، وهو ما ذهب إليه خبراء وباحثون مسيحيون أيضا، أما القضية التي أشكلت علي فإني أطرحها في السؤال التالي، وهو: كيف تمكن عيسى عليه السلام من مغادرة القبر صباح يوم الأحد ماشيا –حسب الأناجيل- في حين إن رجليه كانت "مهشّمتين" أو مثقوبتين بالمسامير كما جاء في نبوءة إشعياء 53؟ أم أن المسيح إنما ثقبت يداه فقط دون قدميه؟ إنني أنتظر جوابكم، وإلى ذلك الحين، تقبلوا مني كل محبة وتقدير، وأجدد لكم الشكر الجزيل على الكتب التي أتوصل بها من الإخوة الأحمديين بالمغرب. حفظهم الله جميعا. والسلام عليكم. إمضاء: محمد استيتو

بارك الله فيكم أخي الكريم ووفقكم أنتم والإخوة دائما لما يحب ويرضى.
لقد تعرضت قدما المسيح للثقب، ووفقا للرواية التاريخية فقد جمعتا سويا ودق فيهما مسمار اخترق القدمين. ولكن قدميه لم تتعرضا للتهشيم كما لم يتم كسر ساقيه.
إن مجرد دق المسامير في المعصمين والقدمين لا يمنع من يتم إنزاله عن الصليب من المشي وإن كان بصعوبة وألم، والدليل على ذلك أنه قد تم تكسير سيقان اللصين اللذين صلبا إلى جانب المسيح لكي لا يتمكنوا من السير والنجاة وكي يموتوا في ذلك المكان.
وكان المسيح أيضا قد عولج من قبل نيقوديموس الطبيب الذي جاء مع يوسف الرامي الذي أخذ جسد المسيح وقام بمعالجته كما ينص على ذلك إنجيل يوحنا (19 : 38-40).
وعلى كل حال، فإن الجراح الناجمة عن دق المسامير ليست بالهينة، وهي بلا شك تحتاج إلى وقت للتعافي. ومن أجل ذلك نرى أن المسيح كان متخفيا في منطقة قريبة من القبر أول الأمر لأنه لم يكن قادرا على الابتعاد لمسافة كبيرة. ثم بعد فترة كان قد ابتعد إلى مسافة أبعد والتقى بتلميذين من تلاميذه في عمواس وبات معهما في غار، ثم بعد أربعين يوما التقى بتلاميذه في الجليل عندما تحسنت جراحه وشفيت مع بقاء علامتها واضحة على جسده. حيث أمر توما أحد تلاميذه أن يتلمس جراحه ليتأكد من أنه المسيح بجسده ولم يكن روحا.
تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة