loader
 

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله ، ما وجه التوفيق بين الآيتين التاليتين : 1-"و إن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله إنه هو السميع العليم" سورة الأنفال 61 2-" فلا تهنوا و تدعوا إلى السلم و أنتم الأعلون و الله معكم و لن يتركم أعمالكم ". سورة محمد 35

الآية الأولى تأمرنا بالموافقة على الصلح إن دعا إليه المعتدون.
الآية الثانية تنهانا أن ندعو المعتدين إلى الصلح خلال المعركة.. بل يظل المسلم يقاتل حتى النصر أو الشهادة أو قبول المعتدي بوقف عدوانه ودعوته إلى المصالحة.
ولا تعارض بينهما.. فالواجب أن نجنح للسلم إن جنح له المعتدون، لكن لا يجوز لنا أن ندعو إلى الصلح من اعتدى علينا.
وهذه مسألة طبيعية؛ ذلك أن واجبك أن تقاتل من اعتدى عليك حتى ينتهي عن عدوانه، أما أن تدعوه إلى الصلح فهذا غير معقول أصلا، بل فيه هوان وذل، ويزيد من غرور المعتدين ومن ظنّهم أنهم سيقضون على المسلمين المعتدى عليهم.
باختصار، المسلم لا يعتدي ولا يحب العدوان، ولكنه لن يتوقف عن ردّ عدوان المعتدي، بل يقاتله بشدّة حتى لا يعود المعتدي لعدوانه ثانية، وحتى يلقَّن درسا لن ينساه، بل يتعظ منه غيره من المعتدين.


 

خطب الجمعة الأخيرة