loader
 

السؤال: هل هناك تناقض بين قول الله تعالى فى سورة الدخان 56 عن اهل الجنة بانهم لايذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى وبين العديد من الايات التى يقول فيها الله تعالى انه احيا اناسا من الموت مثل ماجاء فى سورة البقرة عن الذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها الى بقية الاية او ماجاء ايضا فى سورة البقرة عن الالوف الذين خرجوا من ديارهم خذر الموت فقال الله لهم موتوا ثم احياهم على ما اتذكر او ما جاء فى قصة بقرة بنى اسرائيل

لا تناقض في كتاب الله قط. قال تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا)، وقد جعل الله ذلك دليلا على أن القرآن من عنده سبحانه.
وأما الآيات {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ .... لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } من سورة الدخان، فهي صريحة في أن المتقي لا يذوق أكثر من ميتة في هذه الدنيا. وهذا يتضمن أن الله لا يحيي أحدا قبل يوم القيامة، إذ لو أحياه، فلا بدّ أن يميته ثانية، وبهذا يموت أكثر من ميتة. وهذا يناقض الآية الكريمة.
أما الآيات التي ظنّ البعض منها خلاف ذلك، فهذا خطأ منهم؛ فقوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } فيتحدث عن الموت المعنوي؛ أي ضحّوا بأنفسكم.. أقبلوا على الموت كل الإقبال.. لا تتشبثوا بالحياة..
هناك أمة تقبل الموت بنفسها، فنالت بذلك حياة أبدية، كما فعل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. لقد عُرض الموت على الصحابة رضوان الله عليهم فقبلوه، فنالوا حياة أبدية.
الآيات تتحدث عن قوم موسى الذين خرجوا من مصر، فقال الله لهم: لن تدخلوا الأرض المقدسة إلا إذا متّم في سبيل الله وحبّه وترك المعاصي والفناء في الله.. بعدها يحييكم الله ويمنحكم الأرض، وإلا فلن تدخلوها أبدا.
أما قصة الذي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا فقَالَ متى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا؟ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ... فهذا كشف أو رؤيا رآها هذا الرجل، وهو العزير. فقد رأى أنه مات، ولم يمت. وأدلة ذلك كثيرة وهي موجودة في التفسير الكبير في المجلد الثاني في هذا الموقع.
ولن تجد آية تقول إن شخصا مات ميتة طبيعية، ثم أعاده الله إلى الحياة في هذه الدنيا.


 

خطب الجمعة الأخيرة