loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله - اريد ان استفسر منكم مشايخي الكرام. احد الاخوة يقول لي ان الله في السماء مستدلا بهذا الحديث(فقال لها رسول الله : أين الله ؟ قالت : في السماء , قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله , قال : فاعتقها }وايضا يقول ان علم الله في كل مكان اما ذات الله فهية في السماء .بحيث يريد ان يقنعني ان عيسى عليه السلام رفع الى السماء طبقا لقوله تعالى( اني رافعك الي...)المرجو ان تفيذوني في هذه النقطة وشكرا.

قال الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم)
وقال الله تعالى (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)
وقال الله تعالى (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد)
وقال الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم)
فالآيات التي تفيد أن الله في الأرض كما هو في السماء كثيرة. ذلك أن الأرض مخلوقة كما السماء. والله تعالى خالق الأرض كما السماء، فلماذا يكون في السماء ولا يكون في الأرض؟
لكن الله تعالى (ليس كمثله شيء)، فهو خالق الأرض والسماء، وهو بهما محيط، وليس محاطًا، فالله منـزه عن المكان والزمان، لأنه كان قبل أن يخلق المكان والزمان.
والذين يقولون إن الله في السماء، يرَوْن أنه لا بد أن يكون في مكان، لأنهم يقيسونه على المخلوق، وهم يظنون أن الخالق لا بد أن يكون مادة، وإلا فهو عدم. فخطؤهم آتٍ من قياس الخالق على المخلوق.
ثم ما هي السماء؟ إن كل ما علاك فهو سماك. لذا يسقط قولهم إن هناك سماء بالتصور الذي في ذهنهم، فسماء أمريكا ليست فوقنا، بل تحتنا، وسماؤنا في الجهة السفلية من أمريكا، فأين الله حسب تصورهم؟
ثم إن تجسيدهم هذا اضطرهم للقول إن الأرض مسطحة لا كروية، وجعلهم ينكرون أبسط الحقائق، حتى قال لي أحدهم مرة: كيف تصدق أن أحدا صعد إلى القمر؟


 

خطب الجمعة الأخيرة