loader
 

السؤال: السلام عليكم لدى بعض الاسئله ارجو الرد عليهااولا هل ممكن نزول انبياء بعد المسيح الموعود علي منهاج النبوه لان الوحي متصل ليوم الدين ونسميهم بالمهدي والمسيح ايضا ثانياكانت هناك خلافه راشده لانه كان هناك دوله سياسيه وروحانيه لذلك كانت البيعه ما انتم فجماعه اسلاميه لستم دوله فلما البيعه الاتكفى مبايعة الله بالايمان برسله السابقين والقادمين ثم الخلفاءالراشديين مختلفين عن خلفائكم فلم يتخذوا حراسا فالله خير حافظ اسيه وروحانيه لذلك كانت البيعه


أولا: إنما الغيب لله، ونحن لا نجزم بشيء من هذا. المهم هو الإيمان بمن يبعثه الله حين يبعثه، وليس كثرة الحديث عن بعثته ثم الكفر به حين يُبعث.
ثانيا: البيعة هي لله ولرسوله ولخليفة الرسول، وهي بيعة على السمع والطاعة في كل الظروف. فالنبي صلى الله عليه وسلم بويع في مكة من مسلميها، ثم من مسلمي المدينة، رغم أنه لا زال مستضعفًا، ثم أخذ البيعة حين صار حاكمًا. فالبيعة تؤخذ في حالتي الضعف والقوة.
يقول المسيح الموعود عليه السلام بشأن البيعة وهدف تأسيس الجماعة
"... أودّ هنا تبليغَ رسالة أخرى إلى خلق الله عمومًا وإلى إخواني المسلمين خصوصًا بأني قد أُمرت بأن آخذ البيعة من الذين يبحثون عن الحق لكي يهتدوا إلى صراط الإيمان الحقيقي والطهارة الحقيقية والحب الإلهي، ولكي يتخلصوا من حياة النجاسة والكسل والخيانة. فالذين يجدون في أنفسهم شيئًا من القدرة على ذلك لا بد لهم أن يتوجهوا إلي، فإني سأواسيهم وسأسعى جاهدًا لأن أضع عنهم إصرهم، وسيبارك الله تعالى لهم في دعائي وعنايتي بهم، شريطة أن يكونوا مستعدين بالقلب والروح للعمل بالشروط الربانية. هذا حُكمٌ رباني قد بلّغتُه اليوم، وها هو الوحيُ العربي الذي تلقيته بهذا الصدد: "إذا عزمتَ فتوكلْ على الله. واصنعِ الفُلك بأعيننا ووحينا. الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يدُ الله فوق أيديهم". والسلام على من اتبع الهدى.
المبلّغ: العبد المتواضع غلام أحمد عُفي عنه
1 ديسمبر/كانون الأول 1888م"
(الإعلان الأخضر، الخزائن الروحانية المجلد 2 ص 470)
وأما بشأن حقيقة البيعة فيقول عليه السلام:
"إن نظام البيعة لا يهدف إلا إلى تكوين جماعة من المتقين، لكي تترك هذه الجماعة المتألفة من المتقين على الدنيا تأثيرها الحسن. ولكي يكون اجتماعهم مدعاة للخير والبركة والعاقبة الحسنة للإسلام. ولكي يستخدموا لأداء الخدمات النبيلة للإسلام ببركة إجماعهم على كلمة واحدة، ولكي لا يكونوا مسلمين كسالى وبخلاء لا فائدة منهم، ولا مثل هؤلاء الجهال الذين ألحقوا بالإسلام أضرارا فادحة بسبب تفرقتهم وتشتتهم، ووصموا وجهه الجميل بسبب تصرفاتهم الفاسقة. ولا مثل النساك الغافلين والمنطوين على أنفسهم الذين لا يعرفون شيئا عن حاجات الإسلام، ولا يهتمون بمؤاساة إخوانهم شيئا، ولا يجدون في أنفسهم أدنى حماس لإيصال الخير إلى الناس. بل يجب عليهم أن يكونوا متعاطفين للأمة حتى يصبحوا ملاذا للفقراء، ولليتامى كالآباء ويظلوا جاهزين للتضحية في سبيل خدمة الإسلام مثل العاشق المشغوف. ويبذلوا قصارى جهودهم أن تنتشر بركاتهم العميمة في الدنيا وينفجر الينبوع الطاهر لحب الله ومؤاساة عباده من كل قلب، ثم يتمركز في مكان واحد ويتراءى مثل البحر الزاخر. لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل بفضله البحت ورحمته المحضة من أدعية هذا العبد الضعيف وتوجهاتي المتواضعة وسيلة لظهور قدراتهم الطيبة. ولقد وهبني ذلك القدوس عزّ وجلّ حماسا مفرطا لأربي هؤلاء الباحثين تربية روحانية، وأن أسعى ليل نهار لإزالة أوساخهم، ولأبحث لهم عن نور يتحرر الإنسان بسببه من عبودية النفس وعبودية الشيطان، فيشرع في حب سبل الله تعالى بطبيعته. وأن أطلب لهم روح القدس التي تتولد عند اجتماع الربوبية الكاملة والعبودية الخالصة. وأن أتحرى لهم النجاة من الروح الخبيثة التي تنجم عن علاقة قوية بين النفس الأمارة والشيطان. فبتوفيق من الله تعالى لن أتكاسل ولن أتوانى ولن أغفل أمر تحري إصلاح الأصدقاء الذين اختاروا الانضمام إلى هذه الجماعة بصدق طويتهم، بل لن أخشى الموت من أجل حياتهم. ولسوف أطلب لهم من الله تعالى قوة روحية يجري تأثيرها في كل ذرة من وجودهم مثل التيار الكهربائي. وإنني على ثقة بأن هذا ما سوف يحصل بالضبط للذين ينتظرون بالصبر والمثابرة بعد انضمامهم إلى هذه الجماعة، لأن الله تعالى قد أراد أن يخلق هذه الجماعة ثم يهبها تقدما ليظهر جلاله ويري قدرته لكي ينشر في الدنيا حب الله تعالى والتوبة النصوح والطهارة والبر الحقيقي والأمن والصلاحية ومؤاساة البشر. فهذه الجماعة ستكون جماعته المختارة التي سوف يهبها القوة بروحه الخاصة ويطهرهم من الحياة القذرة، وسوف يحدث تغييرا طيبا في حياتهم. وكما أنه سبحانه وتعالى قد وعد في أنبائه المقدسة فإنه سوف يجعل هذه الجماعة تزدهر، ويدخل فيها ألوفا من الصلحاء. إنه تعالى سوف يرويها بنفسه ويكتب لها الازدهار حتى إن كثرتها وبركتها سوف تبدو غريبة للأعين. وسوف ينشرون ضوءهم إلى جميع أرجاء المعمورة مثل المصباح الموضوع في المكان المرتفع، وسيكونون نموذجا للبركات الإسلامية. إنه جلّ جلاله سوف يهب للأتباع الكاملين غلبة على الفئات الأخرى كلها في مجال كل نوع من البركات، ولسوف يكون في هذه الجماعة إلى يوم القيامة أناس يوهبون القبول والنصرة. هذا ما أراد الله الرب الجليل، إنه لقادر يفعل ما يريد، له القوة وله القدرة. فالحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا أسلمنا له، هو مولانا في الدنيا والآخرة، نعم المولى ونعم النصير". (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية مجلد 3 ص 561 - 563)
ثالثًا: عدم حراسة عمر وعثمان وعليّ الكافية تسببت في كارثة قتلهم على يد المجرمين، فهل تريد لهذه الجرائم أن تتكرر؟ ورغم أن الله خير حافظا، لكن لا بدّ من التقيّد بأوامره سبحانه في بذل الجهود والأخذ بالأسباب، وإلا فنكون عصاة له سبحانه. ثم إن كثيرا هم الذين يتربصون بجماعتنا ويريدون القضاء عليها، ويروْن في قتل الخليفة الطريقة المثلى لذلك. واعلم أن الخليفة الثاني قد تعرض لمحاولة اغتيال بطعنة في الرقبة، رغم الحراسة، لذا كله وغيره كان لا بدّ من هذه الحراسة.


 

خطب الجمعة الأخيرة