loader
 

السؤال: تابع السؤال الثالث: وسورة النصر توحي بذلك (إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا...) ولم يقل فرادى ؟؟ ، وقول الله سبحانه وتعالى قتال الكفار ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرون)

سورة النصر تأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتسبيح والاستغفار إذا جاء نصر الله والفتح، ولا علاقة لها بالقتال ومن يجب قتاله ومن لا يجب.
الآية الأخرى تأمر بقتال فئة من أهل الكتاب، وليس كل أهل الكتاب. لاحظ قوله تعالى (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ)، و(من) تفيد التبعيض. وعلة قتالهم ليست مذكورة في الآية، بل مذكور فيها شيء من مواصفاتهم، وهي أنهم (1)لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ (2)وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ (3)وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ. فهذه ليست علة قتالهم، لأن علة القتال مذكورة بصراحة في آيات أخرى، أهمها قوله تعالى {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. فهذه الآية صريحة في أن القتال مقصور على مَن يقاتلوننا. والآية السابقة لا ينهاكم تؤكد أن من لم يقاتلنا، فالواجب أن نقسط إليه وأن نبره لا أن نقاتله لنخضعه ونأخذ منه جزية.


 

خطب الجمعة الأخيرة