loader
 

السؤال: اثناء مشاهدتي لاحدى حلقات برنامج تبثه الاحمدية سمعت احد الحضور يكرر جملة الا وهي اعطونا مثلا واحدا جاءت فيه كلمة خاتم مضافة الى جمع العقلاء بمعنى آخر.. ثم بعد ذلك بيومين عرضت القناة نفسها برنامجا جاء فيه مقطع من احدى خطب مؤسس الجماعة يقول " ان المصطفى خاتم الانبياء وأنا خاتم الاولياء فلا ولي بعدي.." فعبارة لا ولي بعدي جاءت لتؤكد ان كلمة خاتم لم يقصد بها الا معنى واحد وفقط هو " آخر" .. ارجو التعقيب هذا المثال يفيد عكس ما ذهبتَ إليه، فكل عاقل يقول إنه هنالك أولياء كثر بعد الإمام المهدي عليه السلام، وليس هو آخر الأولياء. لذا فإن خاتم الأولياء تفيد أفضلهم، وكذلك لا ولي بعدي، تفيد لا ولي مثلي، أو لا ولي بمنزلتي، أو لا ولي إلا أن يكون تابعا لي. وهذا كله من معاني (بعدي)، فهي تفيد:

هذا المثال يفيد عكس ما ذهبتَ إليه، فكل عاقل يقول إن هنالك أولياء كثر بعد الإمام المهدي عليه السلام، وليس هو آخر الأولياء.
وللفصل في الموضوع ننقل العبارة كلها في سياقها من الخطبة الإلهامية، حيث يقول المسيح الموعود عليه السلام:
وَإِنِّي عَلَى مَقَامِ الْخَتْمِ مِنَ الْوِلاَيَةِ، كَمَا كَانَ سَيِّدِي الْمُصْطَفَى عَلَى مَقَامِ الْخَتْمِ مِنَ النُّبُوَّةِ. وإِنَّهُ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَأَنَا خَاتَمُ الأَوْلِيَاءِ، لاَ وَلِيَّ بَعْدِي، إِلاَّ الَّذِي هُوَ مِنيّ وَعَلَى عَهْدِي. وَإِنِّي أُرْسِلْتُ مِنْ رَّبِّي بِكُلِّ قُوَّةٍ وَّبَرَكَةٍ وَّعِزَّةٍ، وَإِنَّ قَدَمِي هَذِهِ عَلَى مَنَارَةٍ خُتِمَ عَلَيْهَا كُلُّ رِفْعَةٍ، فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الْفِتْيَانُ، وَاعْرِفُونِي وَأَطِيعُونِي وَلاَ تَمُوتُوا بِالْعِصٍيانِ.
لاحظ، (وَأَنَا خَاتَمُ الأَوْلِيَاءِ، لاَ وَلِيَّ بَعْدِي، إِلاَّ الَّذِي هُوَ مِنيّ وَعَلَى عَهْدِي)..
أكرر: (إِلاَّ الَّذِي هُوَ مِنيّ وَعَلَى عَهْدِي).
وهذا هو معنى خاتم الأولياء. ومثلها خاتم الأنبياء، فلا نبي مثله، ولا نبي مغايرا له، ولا نبي يخالفه، ولا نبي يماثله في الدرجة والمهمة، بل(لا نبي بعده، إلا الذي رُبِّيَ مِن فيضه وأظهرَه وعدُه.) (مواهب الرحمن)، و(لا نبيّ بعده، إلا الذي ينوَّر بنوره، ويكون ظهوره ظِلَّ ظهوره) (الاستفتاء)، (ولا نبي بعده إلا الذي أُلبس رداء المحمدية على سبيل البروز، فإن الخادم ليس بمنفصل عن مخدومه ولا الفرع بمنشقّ عن أصله، لذلك فإن الذي ينال من الله لقبَ نبيٍ بعد تفانيه بصفة كاملة في المخدوم فما هو فليس مُخلاً بختم النبوّة) (تحفة بغداد)، و(لا نبي بعده إلاّ الذي نُوّرَ بنوره وجُعل وارثه من حضرة الكبرياء) (الخطبة الإلهامية).

إذًا، خاتم الأولياء تفيد أفضلهم، وكذلك لا ولي بعدي، تفيد: لا ولي مثلي، أو لا ولي بمنزلتي، أو لا ولي إلا أن يكون تابعا لي. وهذا كله من معاني (بعدي) التي لها معاني عدّة.


 

خطب الجمعة الأخيرة