loader
 

السؤال: السلام عليكم الإخوة الأحمديون لا يزال سؤالي لكم بلا إجابة حتى أصبح أحمديا فأنا ابحث عن دليل قاطع من القرآن لا يحتمل أي تأويل يؤكد أن المهدي المنتظر حق وأن مجيـئ المسيح حق سواء بشخصه أو بصورة شخص يشبهه وأن الدجال ودابته حق سواء بالمفهوم الظاهري أو التأويلي فهذه العقائد لا تأصيل لها في القرآن فلماذا تخالفون قواعدكم ؟ ألستم من يقول أن القرآن هو المؤصل الوحيد للعقائد ؟ فأين أصل معتقداتكم في القرآن؟ أجيبوني

لن تجد آية في القرآن الكريم تقول: في القرن التاسع عشر سيظهر المهدي الذي هو المسيح الموعود عليه السلام ذاته. ولن تجدها تقول لك: اسمه ميرزا غلام أحمد، ولن تقول لك الآية نفسها: في ذلك الوقت تكون فتنة النصرانية قد بلغت أوجها...
لو كان ذلك كذلك، لما بقي الأمر غيبا، ولما سمّي الإيمان إيمانا، ولا كان عليه أجرا، لأن الله تعالى يعطينا أجرا على إيماننا بالغيب وليس على مشاهدتنا للوقائع.
لا بدّ للنبوءات المستقبلية أن يكون فيها شيء من الغموض ليميز الله الخبيث من الطيب من خلال اختباره بها.
لقد ورد في القرآن الكريم آيات كثيرة جدا تتحدث عن نبوءات مستقبلية، ولكنها بحاجة إلى بذل جهد وتعمق في فهمها.. فمثلا قال الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }. فمن هم هؤلاء الناس الذين ينسلون من كل حدب؟ وذكرت سورة التكوير علامات عديدة من علامات هذا الزمان، مثل تكوير الشمس أي كسوف الشمس وانكدار النجوم وتسيير الجبال، يعني تمهيدها وإزالتها لشق الطرق والبناء، وتعطيل الجمال، أي إنشاء وسائل مواصلات أخرى غير الحيوانات، وانتشار الصحف ووسائل الطباعة وغير ذلك كثير.. كما أن هناك سورا قرآنية عديدة، خصوصا في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم قد تحدثت عن علامات آخر الزمان باعتبارها علامات على ظهور المهدي أو المسيح عليه السلام.
ثم إن أصل هذه العلامات في القرآن في كل آية تأمر بالإيمان بالغيب، وفي كل آية تذكر أن الله يُطلع بعضَ غيبه على من يشاء من رسله، ومن هذه الغيبيات ما ذكره نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن علامات الساعة، والتي منها ما ذكرتَ.
وأصلها في آية سورة الجمعة (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم)، فالآية تتحدث عن بعثة ثانية للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه لا بدّ أن تكون من خلال شخص آخر يقوم بمهام النبي صلى الله عليه وسلم نفسها، فكأنه هو هو وإن كان خادمه.
وأصلها في قوله تعالى (ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)، فالآية تبشر من حقق هذه الطاعة بنوال درجة من هذه الدرجات الأربع.
ومسألة الدجال أصلها في قوله تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج)، ذلك أن الدجال ويأجوج ومأجوج وجهان لعملة واحدة. وأصلها في فواتح سورة الكهف (لينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا).
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن ذلك بأحاديث بلغت التواتر، لذا لا نشك صحتها إطلاقا. أي لا بد أن يكون صلى الله عليه وسلم قد أخبر بها. ووظيفة النبي صلى الله عليه وسلم تبيان ما نزل من القرآن، فهذه الروايات المتواترة هي بيانه صلى الله عليه وسلم.
إن القول بأن السنة لا تأتي بما لا أصل له في القرآن لا يعني أنها لا تأتي بشيء، أو أنها ليست مهمة، بل هي هامة جدا وضرورية جدا، وإلا كيف نصلي وكيف نحج؟ فبينما لم يذكر القرآن إلا كلمات محدودة عن الصلاة والحج نرى أن تفصيلات الصلاة والحج واسعة.. ومسألتنا كتلك المسائل.. فأصلها في القرآن الكريم، لكنها كمسألة غيبية لا بد لها من نبوءات عديدة جدا، وهذا ما ذَكََرَتْه أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


 

خطب الجمعة الأخيرة