هذا بعض ما جاء في كتب المسيح الموعود عليه السلام حول الدجال
"ثم إذا رجعنا إلى القرآن ونظرنا فيه.. هل هو يبين ذكر رجل خاص مسمى دجّالا، فلا نجد فيه منه أثرًا ولا إليه إشارة، مع أنه كفَل ذِكْرَ واقعات عظيمة لها دخلٌ في الدين، وقال: { مَا فَرَّطْنَا في الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }، وقال في مقامات كثيرة إن في القرآن تفصيلَ كل شيء، ولكن لا نجد في القرآن ذكر الدجّال - الذي هو فرد خاص بزعم القوم - إجمالا، فضلا عن التفصيلات. نعم إنّا نرى أن القرآن قد ذكر صريحا فئة مفسدة في الدين، وذكر أن في آخر الزمان قوما مكّارين مفسدين، ينسلون من كل حدب، ويهيّجون الفتن في الأرض كأمواج البحار، فتلك هي الفئة التي سُمّيت في الأحاديث دجّالا. والله يعلم أن هذا الأمر حق وظهرت العلامات كلها. ألا ترى أنهم أشاعوا الكفر والشرك أكثر مما أشاع الكفار كلهم من وقت آدم إلى هذا الوقت؟ والأماكن التي مرّوا بها وتسلّطوا عليها فقد بذروا فيها بذر الكذب والفتنة والفساد والتنازعات على جيفة الدنيا وأموالها وأراضيها وعماراتها وإماراتها. وقد هيّجوا بعض الناس على بعض بلطائف الحِيَل والتدابير المُوقِعة في المجادلات، وقد أشاعوا الفسق والإلحاد والزندقة، وعلّموا أهل الدنيا سِيَرًا دجّالية وفتنًا لطيفة، وما بقيت الأمانة في هذه الديار ولا الديانة ولا الصدق ولا الوفاء ولا العهد ولا الحياء ولا فِكر الآخرة إلا ما شاء رب العالمين. يتوادّون للدنيا، ويتباغضون للدنيا، ويلاقون للدنيا، ويفارقون للدنيا، ولا يستبشرون إلا بذكر الدنيا وزخارفها. وفيهم لصوص وخدّاعون وغاصبون. يتمنون موت الشركاء بل موت الآباء لمتاع قليل من الدنيا وعرضها، وأراهم من موتهم غافلين." (حمامة البشرى)
"فهل بعد هذا الشر شر أكبر منه يُقال له الدجال؟ وقد انكشف الآثار وتبينت الأهوال، ورأينا حمارًا يجوبون عليه البلدان، فيطِسّ بأخفافه الظرّانَ، ويجعل سَنةً كشهر عند ذوي العينين، ويجعل شهرا كيوم أو يومين، ويعجب المسافرين. إنه مركبٌ جوّاب لا تواهقه رِكاب، ولا ثنية ولا ناب، والسبل له جُدّدت، والأزمنة بظهوره اقتربت، والعِشار عُطّلت، والصحف نُشرت". (سر الخلافة)
"أما الدجال فاسمعوا أبين لكم حقيقته من صفاء إلهامي وزلالي، وهو حجة قاطعة ثقِّفت للمخالفين تثقيف العوالي، خذوه ولا تكونوا ناسين أو متناسين.
أيها الأعزة! قد كشف علي أن وحدة الدجال ليست وحدة شخصية، بل وحدة نوعية، بمعنى اتحاد الآراء في نوع الدجالية، كما يدل عليه لفظ الدجال، وإن في هذا الاسم آياتٍ للمتفكرين. فالمراد من لفظ الدجال سلسلة ملتئمة من همم دجالية، بعضها ظهير للبعض، كأنها بنيان مرصوص من لَبِنٍ متحدة القالب، كل لبنة تشارك ما يليها في لونها وقوامها ومقدارها واستحكامها، وأُدخلت بعضها في بعض، وأشيدت من خارجها بالطين، أو كركبٍ ردِف بعضهم بعضا، وهم - ممتطين شِمِلّةً مُشمعِلّة - يُرَون من شدة سرعتها رجلا واحدا في أعين الناظرين. ونظيره في القرآن خبر الدخان، فإنه كان سلسلة خيالات متفرقة من شدة الجوع، وسمي بشيء واحد وقيل (يوم تأتي السماء بدخان مبين) وهذا سر لا يعرفها إلا العرّافة، وما يُطلّ عليه فهمُ الغبِيّين.
وقد جرت عادة الناس، عربا وعجما، أنهم إذا رأوا كيفية وحدانية في أفراد فيُنـزلونها في منـزل الواحد، نحو أدوية مختلفة، فإذا خُلط بعضها ببعض، ودُقّ وسُحق وحصل لها مزاج واحد، وأثر واحد، فما عليك من ذنب إن قلت إنه شيء واحد حصل من العجين.
وأنت تعلم أن الناس إذا اجتمعوا في أرض وألقوا فيها مراسي السكون، وحصل لهم نظام تمدني وتعلقَ بعضهم بالبعض تعلقا مستحكما، وتحققَ النسب والإضافات غير قابلة الانفكاك والزوال، واستقرّوا وما أرادوا أن يرتحلوا منها إلى أرض من الأرضين، فإن شئت تسمي مجموعتهم: "بلدة"، وتجري على جماعتهم أحكام الواحد، وما هو واحد في الحقيقة، وما أنت من الملومين. وإن اتفق أنهم جاءوك للقائك فإن شئت قلت: "جاءني البلد"، وذكرتهم كما يذكر الفرد الواحد، وما يعترض عليك إلا جاهل أو الذي كان من المتجاهلين. فكما أن الأماكن يطلق عليها اسم الواحد مع أنها ليست بواحدة، كذلك لا يخفى على القرائح السليمة، والذين لهم حظ من أساليب لسان العرب ولطائف استعاراتهم، أن أذيال هذه الاستعارات مبسوطة ممتدة جدًا، وليست محدودة في مورد خاص، فانظر حتى يأتيك اليقين.
وعجبت لقوم يزعمون في الدجال أنه رجل من الرجال، ويقولون إنه كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إلى الآن من الموجودين. أُفٍّ لهم ولوهنِ رأيهم.. كيف يحكمون! ألا يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقسم بالله، ما على الأرض من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ. يعني بذلك أن الناس كلهم يموتون إلى مضي المائة، وما يكون فرد من الباقين. فما لهم يقرؤون "البخاري" و"المسلم" ثم يضلون المسلمين؟
أيها الأعزة، إن في هذا الاعتقاد مصيبتان عظيمتان قد أزجتا كثيرا من الناس إلى نيران الكفران، ومنعتاهم من مرتع الجِنان، فلا تخطوا صراطكم ولا تكونوا من المتخطين. أُولاهما المصيبة التي قد ذكرت من استلزام تكذيب قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي أكده بالقسم، فإياكم وسوء الأدب وكونوا من المتأدبين. لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله، ولا تعصوا بعد ما بين لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلموا أنه صادق صدوق ما ينطق عن الهوى.. إن هو إلا وحي يوحى. فاخفضوا جناح الذل، ولا تأبوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنتم صالحين.
والمصيبة الثانية ظاهرة لا حاجة لها إلى البيان. ألا ترون إلى الفرقان وتعليم الرحمن.. كيف أقام الناس على توحيد عظيم ونهاهم عن سَنَنِ المشركين؟ فتفكروا في قلوبكم..كيف يمكن أن يخرج الدجال كما تزعمون، ويحيي الأموات ويري الآيات، ويسخر السحاب والشمس والقمر والبحار، وكان أمره إذا أراد شيئًا أن يقول لـه كن فيكون؟ أهذا ما عُلّمتم من القرآن؟ أهذا تعليم الفرقان؟ أهذا الذي سُفك له دماءُ سراة العرب وعظائمِ القريش ببدرٍ وفي كل مصافّ، وهضَمهم المسلمون هَضْمَ مِتلاف؟ اشهدوا ولا تكونوا من الكاتمين. كيف ينسخ تعليم القرآن وينبذ كالقشر، ويفيء المَنْشَرُ المَطْوِيّ إلى النشر، ويجيء الدجال المفاجئ لتضليل نوع البشر؟ لم تخرجون من خُلَع الصداقة وتنسون يوم الحشر؟ وتفسدون في الأرض بعد إصلاحها، اتقوا الله ولا تكونوا من المعتدين. أيمكن أن السيّد الذي كسر الأصنام بالعصا، وإذا سُئل أغير الله قادر قال لا، أهو يعلّمكم أمورا خلاف القرآن الكريم وخلاف التوحيد العظيم؟ كلا.. إنه أغير من كل غيور لله وتوحيده، فلا تفتروا عليه عَضِيهة ولا تكونوا فريسة الشياطين.
هذان بلاءان في اعتقادكم، ومصيبتان على دينكم وتوحيدكم، وصلاحكم وسدادكم. وأمّا المعنى الذي بيّنت، ولتعليمه تحزمت، فكله خير لا محذور فيه، ولا رائحة من شرك ولا من تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أقر للعين، وفيه نجاة من الثقلين، فاقبلوه وكونوا من الشاكرين.
وكيف تظنون في الذي هو في زعمكم من أبناء الغِيد، وتفوَّقَ مِن رَأْدٍ ضعيفة لا من الشيطان المريد، أنه يتقوى كالشياطين، ويشابهه في بعض الأغاريد، بل يكون أزيد منهم ويصلب كالحديد. ويكون لـه جسم لا يسع إلا في سبعين باعًا. تفكروا يا ذرية الحُرَّينِ! أيجوز أن يتعطل الله في وقت خروجه، ويقدر الدجال على كل أمر وكل ضيم. وتصير تحت أمره شمس وقمر ونار وماء وجنةٌ وخزائن الأرض وقطعة كل غيم. ويطوف على كل الأرض في ساعة، ويدخل المشارق والمغارب تحت لواء الطاعة، ويضع الفأس على رأس الناس، ويجعلهم شِقَّيـن ثم يحيـيهم مرة أخرى، ويري الخلق كذب آية الفرقان: (فيمسك التي قضى عليها الموت)، ويكون على كل شيء من الفعـالين؟ يسحق التوحيد تحت أرجله وكان به من المستهزئين؟ سبحان ربنا عما يصفون، والحمد لله رب العالمين. (التبليغ)
"وأُلقِيَ في روعي أن المسيح سمى الآخرين من النصارى الدجالين لا الأولين، وإن كان الأولون أيضا داخلين في الضالّين المحرّفين. والسر في ذلك أن الأولين ما كانوا مجتهدين ساعين لإضلال الخَلق كمثل الآخرين، بل ما كانوا عليها قادرين. وكانوا كرجل مصفَّد في السلاسل ومقرَّن في الحبال وكالمسجونين. وأما الذين جاءوا بعدهم في زماننا هذا ففاقوا أسلافهم في الدجل والكذب، ووضَع الله عنهم أياصرهم وأغلالهم، ونجّاهم عن السلاسل التي كانت في أرجلهم ابتلاءً من عنده، وكان قدرًا مقضيًّا من رب العالمين. وكان قدرُ الله أن يبرزوا بعد ألف سنة من الهجرة حتى ظهروا في هذه الأيام كغُولٍ خُلِّصَ وأُخرِجَ من السجن، ثم استوى على راحلته لاويًا إلى زافرته وحزبٍ خُلقوا على شاكلته، وكانوا لقبوله مستعدّين. ثم أشاعوا كيف شاءوا من أنواع الكفر وأصناف الوسواس وكانوا قوما متموّلين. وهذا هو الذي كُتِبَ في الصحف الأولى.. أن الثعبان الذي هو الدجال يلبث في السجن إلى ألف سنة ثم يخرج بفوج من الشياطين، فليتذكر من كان من المتذكرين. كذلك خُلِّصوا بعد الألف وتناسَوا ذمام الله ونكثوا عهوده وأحفظوا ربهم مجترئين. وجمعوا كل جهدهم لإضلال الناس، واستجدّوا المكائد كالخنّاس، وجاءوا بسحر مبين. وأضاعوا التقوى والعمل الصالح، واتّكأوا على كَفّارة لا أصل لها، واتبعوا كل إثم واستعذبوا كل عذاب، وكذّبوا المقدسين. وتجنَّوا وقالوا نحن عباد المسيح وأحباؤه، وهيهات أن تُراجع الفاسقين مِقَةُ الصالحين".(نور الحق)
نقلها
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8