loader
 

السؤال: السلام علي من اتبع الهدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ). ذكره المناوي في فيض القدير (6/17) بسنده صحيح. فهل المسيح هنا هو الميرزا ؟ وان كانت انت هاني طاهر قد سمعت من رسول الله هذا الحديث فما هو اول خاطر يخطر ببالك ؟ وهل الرسول كان يعرف ان عيسي لن يعود الي الارض ؟ اذا فان مثل هذه الاحاديث تضللنا ان كان جوابك نعم كان لابد له ان يقول

لو كنتُ سمعت هذه الأحاديث كلها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت تحديثه بها لعرفت أن في الموضوع أمرًا غيبيًّا لا يمكن معرفة كنهه قبل تحققه.
لو سمعته صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الدجال بعد أن جاء تميم الداري يحدث عن رؤياه، لقلت إن هذا الدجال مرعب، وقد أحاولُ رسم صورة، ولكني أعرف أنه لا مجال لمعرفة هذه الصورة بدقة.
لو سمعتُ أحاديث نـزول المسيح لتساءلتُ: المسيح قد مات، فكيف ينـزل من السماء؟ ولكن سرعان ما أعود أدراجي وأقول: الله أعلم بهذا الغيب الذي سيتضح عند تحققه، وليس الآن.
وقد كان الصحابة على مثل ذلك، بدليل أنه لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعضهم: لعله ذهب إلى ملاقاة ربه كما ذهب موسى إلى الجبل. بينما لم يقل أحد منهم: لعله صعد إلى السماء كالمسيح. مما يدل أنهم رغم سماعهم بنـزول المسيح لم تتشكل لديهم فكرة أنه في السماء! وكيف تتشكل مثل هذه الفكرة وهم يقرءون في القرآن العظيم: متوفيك، توفيتني، ...؟
باختصار، مهما سمعتُ من أنباء غيبية فسأصدّق بها، ولكن أوكل تفسيرها إلى الله، وأقول: سنعرف التفسير وقت الحدوث، وسأروي الروايات كما هي من غير تفسير..
ولا خلاف أنه قد يتبادر إلى ذهن المرء أن هنالك شخصيتين من خلال إحدى الروايات، لكن لو عاد إلى روايات أخرى مثل (ولا المهدي إلا عيسى) وقبلها لو عاد إلى القرآن الكريم لتشكلت لديه فكرة أخرى، كما تشكلت مثل ذلك عند بعض المسلمين منذ قرون..
مهما يكن، فهذه تحتمل تفسيرات مختلفة.. لكن بعد تحققها فلا مجال لأكثر من تفسير.. لقد بعث الله المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام، وقد ثبت صدقه بطرق شتى، وقد ثبت أن إحدى التفسيرات الممكنة هي الحق المبين، وما عداه فأخطاؤه بدأت تتضح جدًّا.. فماذا بقي؟ أأقوال الآباء والأجداد تقدّم على الحجج الدامغة؟


 

خطب الجمعة الأخيرة