loader
 

السؤال: يدعي البعض أن الميرزا كان يعلم مسبقاً بموعد الكسوف و الخسوف في رمضان استتناداً للحسابات الفلكية لكي يعلن أنه المهدي المننتظر قبل موعد الكسوف و الخسوف بقليل فما هو ردكم؟ و كيف نتأكد أن الكسوف و الخسوف قد حدثا بالفعل في الموعد المذكور عندكم؟

من يدعي ذلك فعليه أن يأتي بدليل على ما يلي:
1-أن الحسابات الفلكية في ذلك العصر (أي قبل 1894) كانت متقدمة بحيث تحدد بدقة موعد الخسوف والكسوف.
2-أن بريطانيا قد زودت الإمام المهدي بهذه المعلومات منذ ادعائه أنه المهدي، أي في سنة 1889.
وإثبات هذا دونه خرط القتاد. فالحق الصريح أنه عليه السلام لم يكن يعلم ذلك مطلقًا.
ومع هذا فلنفرض-جدلا- أنه كان يعلم، فهذا لا يغير من الحقيقة شيئا؛ ذلك أن حديث رسول الله قد تحقق، وكل ما في الأمر أن فلانا أو علانا كان يعلم بموعد تحققه، وهذا لا ينقض الحديث.
إن كنت ترى صحة الحديث فقد تحقق، ولم يكن في الأرض كلها وقت تحققه من يعلن أنه هو الإمام المهدي غير سيدنا أحمد عليه السلام. وحتى لو لم تكن ترى صحة الحديث، فإن تحققه يشكل دليلا قاطعا على صحته، مهما قيل في سنده، فالشمس لا تحتاج إلى دليل على وجودها وهي ساطعة.
ثم بالله عليك، آلله عاجز عن إهلاك من تقوَّل على الله وفتن الناس مستغلا حديثا معروفا عند العامة بشأن علامة ظهور الإمام المهدي؟
إن الله تعالى لا يريد أن يضلّ أحدًا، بل إنه سبحانه يوضح طريق الحق ليتبعه الناس، فالله يريد لنا الخير، ولكن الاستكبار هو المصيبة.
فلتكن على يقين أن الله تعالى لا يسمح لأحد أن يتحدث باسمه للناس. ({وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ () لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ () ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ () فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} (الحاقة 45-48)).


 

خطب الجمعة الأخيرة