loader
 

السؤال: السلام عليكم الحمد لله رب العالمين و بعد اقتنعت بأن غلام أحمد هو المهدي و لكن كيف يكون هو المسيح حيث انكم تستشهدون ببعض الاحاديث ضعغها الفقهاء منهم الالباني اتت على ذكر ان المهدي هو المسيح ابن مريم وكما ترى تم ذكر المسيح ابن مريم بالاسم و لم يقل المسيح الموعود او المعهود بالتالي كيف لي ان اقبل هذا الامر او افسره لغيري ان سألت عنه رغم انني قد أعجبت شديدا" بافكاركم و لكن بقيت هذه النقطة يرجى الايضاح و الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات

‏لعلك تقصد الحديث التالي:
حَدَّثَنَا ‏ ‏يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ ‏ ‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏الْحَسَنِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ: ‏" لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا وَلَا النَّاسُ إِلَّا ‏ ‏شُحًّا ‏ ‏وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلَا الْمَهْدِيُّ إِلَّا ‏ ‏عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" ‏
(سنن ابن ماجة، كتاب الفتن، باب شدة الزمان)

ويضعفه بعض أهل الحديث قائلين بأن محمد بن خالد الجندي مجهول؛ وفقا لرأي الحاكم صاحب المستدرك وغيره، وهذا الرأي غير صحيح، وقد جاء في شرح السندي لسنن ابن ماجة تعليقا على هذا الحديث ما يلي:

"فَالْحَدِيث عَلَى تَقْدِير ثُبُوته لَا يُخَالِف أَحَادِيث الْمَهْدِيّ وَفِي الزَّوَائِد قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرَك بَعْد أَنْ رَوَى هَذَا الْمَتْن بِهَذَا الْإِسْنَاد هَذَا حَدِيث يُعَدّ فِي إِفْرَاد الشَّافِعِيّ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَقَدْ حَدَّثَ بِهِ غَيْره ثُمَّ ذَكَرَ سَنَد أَبِي يَحْيَى بْن السَّكَن عَنْ مُحَمَّد بْن خَالِد الْجُنَيُدِيّ بِهِ وَقَدْ بَسَطَ السُّيُوطِيُّ الْقَوْل فِيهِ وَخُلَاصَة مَا نَقَلَ عَنْ الْحَافِظِ عِمَاد الدِّين اِبْن كَثِير أَنَّهُ قَالَ هَذَا حَدِيث مَشْهُور بِمُحَمَّدِ بْن خَالِد الْجُنْدِيّ الصَّغَانِيّ الْمُؤَذِّن شَيْخ الشَّافِعِيّ وَرَوَى عَنْهُ غَيْر وَاحِد أَيْضًا وَلَيْسَ هُوَ بِمَجْهُولِ كَمَا زَعَمَهُ الْحَاكِم بَلْ رُوِيَ عَنْ اِبْن مَعِين أَنَّهُ ثِقَة"

أما الألباني بالذات فهو معروف بتناقضه واضطرابه في التصحيح والتضعيف عند أهل العلم. ويكفي الرجوع إلى كتاب العلامة الشيخ حسن بن علي السقاف "تناقضات الألباني الواضحات فيما وقع له في تصحيح الأحاديث وتضعيفها من أخطاء وغلطات" الذي أخرجه في ثلاثة أجزاء، وقدم فيه مئات الأمثلة من الأخطاء والمغالطات المتنوعة التي من أهمها أنه كان يصحح الحديث في موضع حينا ويضعفه في موضع آخر! ولكن الألباني اشتهر بسبب الدعاية الكبيرة التي روجها ويروجها أصحاب مذهبه، محاولين إيهام العامة بأنه قد جاء بما لم يأت به الأولون والآخرون، غاضين الطرف عن تناقضاته واضطرابه وتدني جودة عمله وافتقاره للدقة.

تميم أبو دقة

لقد ضعّف بعض أهل الحديث هذا الحديثَ بناء على متنه، ذلك أنهم ظلوا يروْن أن المهدي والمسيح شخصيتان مختلفتان، وليسا صفتين لشخص واحد. ولما ضعّفوه كان لا بدّ من ذكر علّة يضعّفون بها الحديث سندا، فتحدثوا عن جهالة محمد بن خالد الجندي. لكن هذه الجهالة لا تضرّه وقد حدّث عنه الشافعي نفسه، ثم إن ابن معين قد وثّقه، وهُو مَن هُو في هذه الصنعة، فالجهالة عنه-إذًا- مرفوعة، وليس في الحديث مشكلة في السند، ولا في المتن، لذا فهو صحيح، حتى لو ضعّفه مَن ضعّفه. ثم إن نظرة متفحصة في فصاحة ألفاظ هذا الحديث وبلاغته وقوة معانيه تؤكد قولنا في صحته.



 

خطب الجمعة الأخيرة