loader
 

السؤال: الأخ هاني طاهر المحترم أجبتم على أحد الأسئلة بما يتعلق بصلاة الأحمدي خلف إنسان غير أحمدي بإختصار شديد ووضعتم موقعكم لقرآءة التفاصيل ولكن للأسف لم يفتح الموقع أبد. على أي حال أرجو الإجابة عن هذا السؤال بالتفصيل وذلك لكثرة اشتباه الموضوع فيه وجزاكم الله خيرا آمين

إن الصلاة خلف شخص تعني أنه إمام للمصلين؛ أي أنه رئيسهم الديني، وهذا يعني أنه أفضلهم دينيًا. ولو راجعنا المعنى اللغوي للفعل (أمَّ) لرأينا أنه يتضمن الرئاسة والقدوة. فالمسلم يصلي خلف قدوته ورئيسه من الوجهة الدينية؛ فصلاته خلف أحد تتضمن اعترافه بأنه قدوة له، وأن عقيدته سليمة، وأعماله صالحة.
من هنا رأيْنا السنّي لا يصلّي خلف الشيعي الذي يشتم الصحابة، كما أن المسلم السنّي لا يصلّي خلف مسلم سنّي مثله يجاهر بشرب الخمر أو إفطار رمضان.. وهذا لا أعلم فيه خلافا.
إن كثيرا من المسلمين من غير الأحمديين هذه الأيام يعتقدون عددا من العقائد التي تتنافى مع الإسلام، وأهمها إنكارهم للإمام المهدي عليه السلام، بل تكفيرهم إياه، بل شتمه والافتراء عليه واتهامه بما ليس فيه، فَهُمْ بين مكّذب ومكفّر ومفترٍ ومِسَبّ. ثم إنهم يمارسون عددا من الأعمال الطالحة المنافية للشريعة لإسلامية السمحاء، وأهمها الظلم الذي عليه يصرّون، وخاصة حين يجيزون لأنفسهم ما يمنعونه عن الآخرين. وثانيها الافتراء الذي أصبح سمة لاصقة بهم، فكتبهم مليئة بالشتائم ضدّ جماعتنا بما ليس فيها، ثم هي مليئة بما يهاجم به بعضهم بعضا بما ليس فيهم.
وقد يُقال: إن هناك شخصًا لا يهزأ بالإمام المهدي عليه السلام، ولا يُكذّبه ولا يُصدّقه ولا يُلقي بالا للموضوع، ويقول: إن الأحمديين مسلمون.. فما مبرر عدم الصلاة خلفه؟
إن هذا الشخص من الساخرين ضمنيا؛ ذلك أن ما أعلنه المسيح الموعود عليه السلام ليس مما يمكن التوقف فيه أو التردد بشأنه، فإما أن يؤمن وإما أن يكفر، أما الوسطية في ذلك فهي نفاق وعداوة للدين، سواء أكان هذا الدين هو ما نؤمن به أم ما يؤمن به خصومنا.. فالكذب في ادّعاء النبوة يتضمن أن نُظهر وجه بطلانها وأن نسعى جاهدين لإعادة المغرّر بهم إلى حظيرة الدين الحقّ، والصدق في ادّعاء النبوة يوجب علينا الإيمان في أسرع وقت؛ فعلى كلا الاحتمالين يتوجب علينا البحث والاهتمام الشديد، واللامبالاة هي عدم اهتمام بالدين، وهذا فسق بحد ذاته.
أما من لم يسمع بالإمام المهدي عليه السلام، فهذا يجب إسماعه أولا.. وهذا كله على فرض وجوده، فكيف والجماعة منتشرة في العالم كله؟ فالصلاة خلفه ليست جائزة، كون هذا الشخص حالة شاذة مما لا يُقاس عليه.
إن من يقبل من الأحمديين أن يصلي خلف غير الأحمدي إنما لا يستشعر بأهمية الإمام المهدي عليه السلام ولا بعثته، فهو ينظر إليه كمجدد أو مجتهد أو وليّ ليس أكثر.. حتى لو أعلن بلسانه أنه يؤمن به كمرسل من الله وأنه نبي الله.. فهذه كلمات لا يتمثلها حقيقة، بل هي مجرد شعارات. إذْ لو سألنا هذا الأحمدي: هل تصلي خلف شارب الخمر، لارتعدت فرائصه ولاستنكر السؤال مباشرة.. فهذا يعني أن شرب الخمر عنده جريمة أكبر مئات المرات من الكفر بالإمام المهدي عليه السلام، وهذا يدل على أنه ليس مؤمنا به حقيقة.
أما الاستدلال بحديث (صلوا خلف كل بر وفاجر) فهو خطأ، لأن الحديث غير صحيح.


 

خطب الجمعة الأخيرة