loader
 

السؤال: السلام عليكم ماتفسيركم للأية الكريمة التي نزلت في حق المسيح عليه السلام / وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ هل نفهم معناها الظاهري أن المسيح عليه السلام كان يتكلم وهو رضيع ؟؟ أم أن لها معنى آخر ويجب تأويلها لأن معجزة التكلم في المهد مجرد خرافة لأنها لاتتفق مع المنطق و العقل السنن الكونية ؟

لقد كلم المسيح الناس في المهد وفي الكهولة؛ فالكهولة هي السن بين الثلاثين والخمسين من العمر تقريبًا، كما جاء في المعاجم، ولا يسمى ابن الثمانين كهلا، ولا ابن الألفين. أما المهد فهي مرحلة العمر المبكرة، وهي مرحلة الصبا التي حددتها الآيات الكريمة (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).
إنَّ الآية (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ) تتحدث عن مرحلتين للمسيح عليه السلام: المرحلة الأولى التي كانت في فلسطين، والثانية التي كانت في بلاد الشرق؛ حيث قبائل بني إسرائيل التي ذهب ليبلغها رسالة ربـه. وقد هاجر المسيح إلى بلاد الشرق ليبلغ رسالة ربـه قبائل بني إسرائيل، حيث آمنَ بـه كثير منْـهم، ما أدى إلى دخولـهم في الإسلام بسرعة وسهولة عند بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم.
لقد تكلم المسيح في مرحلته الأولى كلاما بليغا لا يتكلمه الصبيان في مثل عمره. ودعا إلى ربه، ثم تكلم وهو كهل في بلاد الشرق. وليس في الآية أي خارق لسنن الله التي لن تجد لها تبديلا ولن تجد لها تحويلا. لكنها تدل على صدق سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام الذي كان نقيا تقيا صادقا منذ صباه، وهذا يؤكد صدقه وطهارته وأمه عليهما السلام.




 

خطب الجمعة الأخيرة