loader
 

السؤال: شكرا للأستاذ تميم لأنه أعطاني رابطا قرأته عدة مرات وكل مرة أخرج بنفس النتيجة فيالغبائي فكل الذين مدحوا الإنكليز وشكروهم على صنيعتهم من العلماء لم يجرأ واحدا فيهم وأوجب على الأمة طاعتهم والإنقياد لهم ولأحفادهم سوى الميرزا وهذه حجتي عند الله . كذلك كل هؤلاء العلماء مجرد مجتهدين قد يصيبوا وقد يخطئوا فلا أحد ادعى العصمة فيما ذهب إليه ماعدا الميرزا فهو نبي-حسب اعتقاده- يوحى اليه فكلامه وحي ملزم للجميع وليس اجتهادا

أستغرب أن تجرؤ على تقديم حجة لله وأنت لم تتأكد منها! فمن قال إن الإمام المهدي قد أوجب على الأمة طاعة الإنجليز والانقياد لهم؟!

أخي العزيز.. أنت قرأت الرابط ولا زلت متأثرا بما عرفته أو قرأته من الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا من الكاذبين الذين افتروا على الجماعة. وقد قلت لك سابقا، إن هناك ظرفا خاصا اتفق فيه المسلمون جميعا على عدم الثورة على الإنجليز، لأن الثورة ببساطة ستكون ضد مصالحهم. والذين اجتهدوا من المسلمين من خارج الجماعة فقد أصابوا حينها، وقد وافق اجتهادهم ما رآه المبعوث الإلهي حينها أيضا. ولكن هل أرسله الله للهند ولتلك الفترة تحديدا أم أنه تعالى أرسله الله للأمة الإسلامية جمعاء بدعوة تتجاوز الهند وبريطانيا وظروفهما وأوضاعهما في ذلك الوقت وفيما بعد؟

إن الجماعة لو نشأت لتوطيد حكم بريطانيا في الهند لزالت بزوالها. ولكن ما الذي حدث؟ لقد تضاعفت الجماعة أضعافا كثيرة منذ ذلك الحين وتراجعت بريطانيا تراجعا حادا وتضاءلت. فلو كانت الجماعة مرتبطة بها جدلا لكن أولى أن تتضاءل أو تتلاشى.

وأستغرب حين أسمع منك أن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام قد أوجب الطاعة للإنجليز والانقياد لهم. فهل تظن أن كل أحمدي في كل مكان وفي كل وقت مطلوب منه أن يطيع بريطانيا حتى لو كان في بلاد لا تخضع لها من قريب أو بعيد؟ وماذا وقد أصبحت بريطانيا خاضعة لنفوذ أمريكا في هذا الوقت، فهل طاعة أمريكا علينا واجبة لأن بريطانيا أصبحت خادمة عندها؟!

إن هذه التهمة ساذجة بحق، ولا أظن عاقلا يمكن أن يتمسك بها. ولربما تتضح سذاجتها بمقارنتها بحدث وظروف كانت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد تعرض المسلمون للظلم والاضطهاد في مكة، وكان في الحبشة ملك نصراني عادل، فأثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الملك وقال فيه: "إنه ملك لا يظلم عنده أحد" كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة بالهجرة إلى الحبشة هربا من الاضطهاد. فهل يعني ذلك أن كل حكام الحبشة من ذلك الوقت إلى الآن هم ملوك لا يظلم عندهم أحد؟! وهل من الواجب الآن على كل مسلم مضطهد أن يهاجر إلى الحبشة؟!! إن مسألة الهجرة إلى الحبشة قد انتهت بانتهاء الظروف التي كانت في الحبشة والظروف التي دعت إلى الهجرة في ذلك الوقت. وهكذا حال الهند والاستعمار البريطاني فيها. فوجود بريطانيا في الهند كان لمصلحة المسلمين في الهند في ذلك الحين فقط، ولكن هل كان وجود بريطانيا في البلاد العربية بعدها، وخاصة في فلسطين، في مصلحة المسلمين؟ وهل وجودها في العراق الآن ينطبق عليه نفس الظرف الذي كان في الهند؟

لقد كانت حالة حكم بريطانيا للهند حالة مؤقتة عاش فيها المسلمون ظروفا داخلية تحت حكم خارجي رفع عنهم ظلم السيخ والهندوس الذين -وإن كانوا هنودا - إلا أنهم كانوا أعداء شرسين للمسلمين. والآن، وقد زالت تلك المرحلة وانتهت، وأصبحت الجماعة منتشرة في شتى بقاع الأرض، هل يصبح مقبولا قراءة أقوال المسيح الموعود في تلك المرحلة وتعميمها بحيث يفهم القارئ منها أن طاعة بريطانيا واجبة في كل وقت وفي كل مكان؟! نحن الأحمديين لا نفهم ذلك، فهل يريد المعارضون فرض هذا الفهم علينا؟

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة