loader
 

السؤال: عزيزي الأستاذ أبو دقة شكرا لتفضلك بالرد أنا أتابع جماعتكم منذ أكثر من 05 سنوات قرأت لها وعنها طول هذه المدة عشرات الكتب و المقالات إذ لم أقل المئات أتررد على موقعكم وأشاهد قناتكم معجب كثير بفكركم التجديدي وأنا أتفق معكم في أمور عدة كعدم قتل المرتد و أنه لا نسخ في القرآن الشيئ الذي لم يهضمه عقلي هو نبوة الميرزا وموعوديته خاصة ذلك الوحي المقدس الذي يجمعه في كتاب تذكرة وبعض تفاسيره للقرآن وموقفه من الإستعمار. ماقاله الأستاذ هاني طاهر/ أن غيرنا من الجماعات بعيدة وتبتعد عن جوهر الإسلام/ فهمت أنا من كلامه - وربما مايفهمه أي عاقل- أن الجماعات الأخرى ليست من الإسلام في شيء فمن ابتعد عن الجوهر فمما اقترب ؟؟ وما فهمته كذلك - وهذا أيضا يفهمه كل عاقل- أن الأحمدية هي الفرقة الناجية الوحيدة التي تفهم وتطبق الإسلام الحقيقي - الجوهر- سؤالي لكم عزيزي والذي لا تريد الإجابة عليه هلباقي الجماعات الإسلامية على ضلال ؟

عفا الله عنك أخي الكريم، لِمَ تظن أنني لا أريد الإجابة على هذا السؤال؟

على كل حال، أقول: نعم، نحن الفرقة الناجية الوحيدة، وباقي الجماعات الإسلامية على ضلال، وهذا ما نعلنه دائما. ولكن ماذا يعني ذلك؟

إن الفرقة الناجية هي الفرقة التي تقوم على العقائد الإسلامية الصحيحة التي إن التزم بها من كان منها فقد نجا. أي أن عقائدها تساعد كل فرد فيها على النجاة، إن التزم وقام بكل ما عليه من واجبات، وإذا اجتهد في السعي لرضوان الله والتقرب منه. ويكفي التذكر أننا الفرقة الوحيدة التي نشأت بدعوى وحي وبعثة إلهية منصوص عليها وينتظرها المسلمون، بينما غيرنا من الفرق تشكلت على أساس الاجتهادات أو بسبب ظروف تاريخية مختلفة. وهذه العلامة الفارقة تساعد المؤمنين على التمييز وتسهل الطريق عليهم.

ولا يعني ذلك أن كل من ينتمي إلى جماعتنا (التي هي الفرقة الناجية) ظاهريا هو من أهل الجنة، وكل من كان خارجها هو من أهل النار! بل إن الإيمان والنجاة هما أمران متعلقان بكل فرد على حدة، وليسا مرتبطين بالمعتقدات ومدى صحتها بشكل مباشر. فالمعتقد الصحيح مع الإيمان والعمل الصالح يجعلان الإنسان أقرب إلى الأمن والنجاة، ومن هنا تنبع أهمية الفرقة الناجية بصفتها طريقا قويما مختصرا ممهدا للنجاة. أما بخصوص الأفراد فعليهم أن يبحثوا عن الفرقة الناجية ليقصروا الطريق عليهم ويسهلوها، وإلا فإنهم لا يأمنون العثار، وقد تطول الطريق عليهم وتصبح شاقة بحيث لا ينجحون في الوصول إلى النجاة. ولكن سواء كانوا في داخل الفرقة الناجية أو خارجها فإن إيمانهم وعملهم هو الذي سيقرر مصيرهم.

ومن المفيد الإشارة هنا أنه من المنطقي أن يكون غالبية المؤمنين والناجين هم من الفرقة الناجية، ومن سينجون من خارجها سيكونون قلة بلا شك.

ومن المؤكد أن غيرنا - نحن الفرقة الناجية - من الفرق تشتمل معتقداتهم على عقائد منحرفة عن جوهر الإسلام كما أن كثيرا من مناهجهم منحرفة عن الطريق القويم الذي اختاره الله تعالى للإسلام في هذا الزمن. وهم على ضلال بلا شك، ولكنهم متفاوتون في مدى ضلالهم وفي حجم تلك الانحرافات وكمّها.

وابتعاد الآخرين عن جوهر الإسلام لا يعني أنهم خارجون منه كلية. وكما هو معروف فإن الابتعاد عن الجوهر هو اقتراب من القشور. وهم كذلك. فهم مسلمون ظاهريا، ولكن روح الإسلام وجوهره قد تضاءلت فيهم وتراجعت إلى حد كبير كما هو مشهود.

ومن المهم الإشارة أيضا أن الفرقة الناجية هي جزء من الأمة الإسلامية وليست الممثل الشرعي والوحيد لها كما يظن البعض. فلا يعني وجودها نفي صفة الإسلام عن غيرها من الفرق الإسلامية، ولا يجوز تكفير فرقة تعلن تمسكها بعقائد الإسلام الأساسية التي هي أركان الإيمان وتعلن تمسكها بوجوب القيام بأركان الإسلام. فمبدأ التكفير والإخراج والإقصاء هو مبدأ مرفوض لا سند له ولا دليل عليه في الإسلام.

وهكذا فإن رؤيتنا - مع دقتها وحزمها - إلا أنها تفتح الطريق للوحدة بين الأمة الإسلامية وتساعد على نبذ العداوات والخلافات بينها. وقد أساء كثيرون فهمنا وظنوا أننا نداهن غيرنا؛ وهذا غير صحيح كما هو واضح.

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة