loader
 

السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم. هل كان الشيخ محيي الدين ابن عربي كافرا؟ لمذا تحتج الجماعة الإسلامية الأحمدية بكتاباته؟ قال ابن حجر: أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني شيئاً من كلام ابن عربي المشكل، وسأله عن ابن عربي، فقال له شيخنا البلقيني: هو كافر. قال ابن خلدون: ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم. ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة.

أولا: نحن لا نحتج بكتاباته ولكننا نستأنس ببعض منها. أما حجتنا فهي مستندة بشكل أساسي إلى القرآن الكريم والسنة النبوية وما وافقها من الحديث الشريف.
أما ما قاله ابن حجر نقلا عن الشيخ البلقيني فالحكم على ابن عربي بالكفر هو حكم البلقيني الذي سيسأل عنه أمام الله. أما بالنسبة لنا، فلا نرى أنه كافر.
أما قول ابن خلدون، فهو تحدث عن عموم مدعي التصوف وما قام به كثير منهم من البدعات. وهذا رأيه أيضا.
وليكن معلوما، أن التاريخ يذكر أن كل العلماء والصلحاء من الأمة الإسلامية تقريبا واجههم مخالفوهم باتهامهم بالكفر، بل ولقد قتل بعضهم بسبب هذه التهمة.. والقائمة تطول وهي تشمل الأئمة الأربعة والبخاري وغيرهم الكثير.
أما التصوف فهو في أصله الزهد في الدنيا وعدم الركون إلى رغد العيش ونذر النفس لعبادة لله تعالى وعمل الصالحات، إلا أن كثيرا من أدعياء التصوف أتوا بأمور مبتدعة منكرة لا يمكن قبولها. وبالنسبة لأقوالهم وكتاباتهم، ففي رأيي الخاص، ينبغي تجنب استخدام عبارات ظاهرها مريب وإن كان معناها ليس كذلك. وقد أسرف كثير من الصوفية في هذا الأمر، بل وقتلوا لأجل ذلك. عليهم أن يتذكروا أن إمام المتقين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لم يقل بمثل هذه العبارات التي قد يفهمها العامة على أنها كفر أو شرك!

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة