loader
 

السؤال: السلام عليكم. يشاع أن نبي الله يحيى عليه السلام قد قتل! مع أنه نبي صادق. في حين أن القرآن تحدث عن يحيى ولم يذكر مقتله أو استشهاده! وإنما ورد عنه أنه يحفه سلام الله في كل مراحل حياته ومماته كما هو شأن المسيح!! كيف يمكننا تبني مفهوم قتل نبي صادق؟! وكيف يمكن لو صح هذا الزعم أن نميز بين الصادق والكاذب؟!

من خلال الآيات القرآنية التي تتحدث عن يحيى عليه السلام يتضح أنه مات ميتة عادية ولم يقتل. وقصة قتله مروية في كتب طالها التحريف.
الذي نعتقده جازمين هو أن من تقول على الله الكذب لا بدّ أن يُقتل قتلا، وأن تنتهي دعوته.
أما النبي الصادق فلا بد أن ينتصر. قال تعالى {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}. وقال تعالى {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي}.
ولو فرضنا أن هنالك نبيًّا قد قُتل فلا بدّ من تواجد نبي في عصره يبين صدقه، وأنه لم يُقتل بسبب كذبه. وأن هذا النبي الآخر لا بدّ أن يتضح صدق دعوته وانتشارها. فهنا نقول: انتصر النبيان بمجموعهما. والله أعلم.



نعم، هنالك مؤشرات قوية في القرآن الكريم على أن يحيى عليه السلام لم يُقتل. ولكن لا بد من الانتباه إلى أن القتل ممكن بالنسبة للأنبياء وهذا ما ينص عليه القرآن صراحة.

لا بد من الانتباه أيضا إلى أن ما تفرضه هذه العلامة هو صدق كل مدعي نبوة (ثَبُت أنه ادعى النبوة حقا ولم يدّعِ شيئا آخر كالمظهرية أو الألوهية أو غير ذلك) لم يقتل، بينما لو قُتل فإن احتمال صدق نبوته يظل قائما أيضا. فالباحثون عن الحقيقة سيسعون دوما إلى عدم المساس بحياة هذا المدعي، لأن الله سيقتله حتما بيد غيرهم إن كان كاذبا، وإن كان صادقا فإنهم إن نجحوا في قتله فستلتبس عليهم تلك العلامة، بينما لو لم يقتل وهو صادق فستكون وفاته علامة على صدقه. ولهذا فإن مسلك اليهود في محاولة قتل الأنبياء كان للبس الحقيقة وليس لكشفها، لكي يتكئوا على هذه العلامة ويرفضوا الأنبياء قبل أن تقام عليهم الحجة بوفاة هؤلاء الأنبياء. وباختصار فإن الوفاة هي علامة لنفي الكذب عن الصادق بينما القتل لا يشكل دليلا كافيا على الكذب.

أما انتصار النبي فهو حق ثابت مؤكد لا شك فيه، ولكن الناس قد يختلفون في قياسه والإقرار به، إضافة إلى أنه قد يتجلى بوضوح بعد زمن طويل من بعثة النبي أحيانا.

تميم أبو دقة


 

خطب الجمعة الأخيرة