loader
 

السؤال: تفسير الاية 60 من سورة النساء ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولى الامر منكم ....) خاصة أولى الامر - و ما مجال الطاعة لهم كماورد فى التفسير للمسيح الموعود عليه الصلاة و السلام و ما ورد فى التفسير الكبير

يقول سيدنا المسيح الموعود عليه السلام في تفسير اللأية الكريمة: "إن عليكم أن تطيعوا الله ورسوله والحكام في بلادكم. ويقول في مكان آخر ما مفاده: أيها المسلمون إئا اختلفتم فيما بينكم في أمر ما فاحتكموا به إلى الله إن كنتم في الحقيقة تؤمنون بالله ورسوله، وهذا هو المراد من أحسن تأويل.. ويقول عليه السلام في مكان آخر: بأن الله تعالى قد أمر في القرآن الكريم: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فالأمر بطاعة أولى الأمر واضح. وإذ قال أحد أن الحكومة لا تدخل في قائمة اولي الأمر فهذا خطأ منه. إن الحكومة التي تعمل بحسب الشريعة تدخل في منكم، وكذلك الذي لا يعارضنا فهو منا أيضا. يثبت من نص القرآن الكريم أن طاعة الحكومة والخضوع لأوامرها واجب."

ويقول سيدنا الخليفة الثاني رضي الله عنه:

"بعض المسلمين يفهمون من هذه الأية خطأ منهم أن هذا الأمر يتعلق بالحكام المسلمين فقط، والمراد منها طاعة الحكام المسلمين فقط واجبة!. ولكن هذا ليس صحيحا، بل يخالف مبادئ القرآن الكريم. صحيح ان الأية تتضمن كلمة (منكم) ولكنها لا تفيد هنا أن تطيعوا فقط أولئك الحكام الذين يدينون بدينكم. بل معناها: الذين عٌينوا حكاما عليكم. فكلمة:(منكم) قد استُخدمت هنا بهذا المعنى..."

ويذكر في تفسيره الكبيرج9 في معرض تفسير سورة البينة: "عندما سئل المسيح - عليه السلام - عن الضريبة قال: "أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا ِللهِ للهِ" (مرقس12: 17)، فقوله - عليه السلام - هذا يعني: أن إخلاص الطاعة لله تعالى لا يعني أن طاعةَ غيرِ الله حرام، بل يعني: عليكم أن تطيعوا من يأمركم الله بطاعته وبقدر ما يأمركم بطاعته، ولو أطاع المرء أحدًا بأمر الله تعالى لعُدَّتْ طاعته له طاعة لله تعالى.يعترض البعض على المسيح الموعود - عليه السلام - أنه كان مطيعًا للحكومة الإنجليزية. والحق أنه لم يطع تلك الحكومة -وبقدر ما أطاع- إلا عملاً بأمر الله وتعليم الإسلام، لذا فكانت طاعته للإنجليز طاعة لله في الحقيقة. لقد أمرنا الله تعالى بطاعة الحاكم أو الخروج من البلد، وإلا لخرجنا من طاعة الله. أما المسلمون الآخرون الذين كانوا يعيشون تحت حكم الإنجليز ويطيعون قوانينهم مع إيمانهم أن طاعتهم حرام، فكانوا يقضون كل لحظة في الإثم، إذ كانوا يؤمنون أن طاعة الإنجليز حرام ومع ذلك كانوا يطيعونهم. لو كانت عقيدتهم هذه صحيحة فكان من واجبهم أن يخرجوا من حكم الإنجليز فورا."

أما الخليفة الأول نور الدين القرشي رضي الله عنه فيقول:

"لا بد لكل مسلم من طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة اولي الأمر. لو خالف ولي الأمر حُكم الله او رسوله مخالفة صريحة، فعلى المسلم أن لا يطيعه فيما يتعلق بذاته وشخضه وبقدر وسعه، او يهاجر من ذلك البلد..."

ولمزيد تفصيل يرجى قراءة سلسلة خطب الجمعة لحضرة سيدنا الخليفة الخامس ايده الله بنصره العزيز ذات الصلة بهذا الموضوع والمنشورة في كتيب بعنوان: (انقاد العالم من الدمار)


 

خطب الجمعة الأخيرة