وردت في سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم سُنة، إذ لم يحدث قَطّ أن صَلَّى النبيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوماً حاسر الرأس. ومما جاء في الحديث الشريف شهادة على هذه السنة ما يلي:
"حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن نجيح وفضيل بن فضالة قال: أمرَ رَّسُولُ الله ﷺ أصحابَه بالعصائب وقال: «إنْ لَمْ يجد أحدُكم إلا خرقةً فليتعصّب بها»." (سنن سعيد بن منصور)
وقد نص الفقهاء على أن كشف الرجل رأسه أمام الناس يُعَدُّ من خوارم المروءة، حتى كان الأمراء يؤدبون ويعزرون بعض من وجبت عليهم العقوبة بإخراجهم إلى الناس حاسري الرؤوس. جاء في تفسير النسفي:
"والصلاة خدمةُ الله تعالى والقيام بين يديه متطهراً من الأوساخ أقرب إلى التعظيم، فكان أكمل فى الخدمة كما فى الشاهد إذا أراد أن يقوم بين يدى الملك، ولهذا قيل أن الأولى أن يصلّي الرجلُ فى أحسن ثيابه وأن الصلاة متعمّماً أفضل من الصلاة مكشوف الرأس لما أن ذلك أبلغ فى التعظيم." (تفسير النسفي، ج1، ص 271)
لذلك عند الصَلاة ولقاء الله تعالى نظهرُ الاحترامَ بوضع غطاء الرأس، فترتبط الحالة المادية بالروحية وتكون امتداداً لسنّةِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وصحابته واحتراماً لأنفسنا وإجلالاً لله تبارك وتعالى مستذكرين موقف الصَلاة وشعورنا بجلال الله تعالى وعظمته وهيبته ومقامه تبارك وتعالى.