loader
 

السؤال: ما معنى اقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من الناحية الروحية

العبادات فرضها الله تعالى لاصلاح حال الإنسان والارتقاء به حيث العبادة من تعبيد النفس مثل تعبيد الطريق أي صقله وجعله كالمرآة العاكسة، وهكذا تكون النفس المُعَبّدة المصقولة كالمرآة التي تعكس صفات الله تعالى من كرم وجود ورَحْمَة ولطف وعدل وغيرها، فلا رقي إلا بالتخلق بصفات الله تعالى. يقول خليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز حول الصَلاة:

"إن الله تعالى يأمرنا: [وقوموا لله قانتين]، أي قوموا أمام الله تعالى مطيعين، أي صلّوا بكامل التركيز والخشوع بحيث لا تغزو أذهانَكم الأفكارُ المادية والأهواء، بل يجب أن تصلّوا واضعين في الحسبان أنكم ماثلون أمام الله الذي لا بد لكم من طاعة أوامره. فإذا صليتم هكذا فمثل هذه الصلوات ستحفظكم وتنهاكم عن الفحشاء والمنكر، وتملأ بيوتكم بالبركات. يقول سيدنا المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

إنما نصيحتي لجماعتي ألا يصلّوا الصلواتِ خالية من الخشوع والتلذذ، بل عليهم أن يسعوا للتركيز فيها حتى يجدوا فيها متعة وسرورا.

ثم يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

يقول الله تعالى [إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر]. واعلموا أن الصلاة تنهى عن المساوئ والمنكرات، ولكن لا كلُّ صلاة ولا كلَّ مصلٍّ، إذ لا يمكن أن يرتدع كلّ مصلٍّ عن السيئات، إنما يرتدع عنها ذلك المصلي الذي يصلح نفسه، أو إنما تُصلح الصلاةُ ذلك المصلي الذي يؤديها بكل طاعة آخذًا في الحسبان أن الله تعالى يرى كل حركة وسكون منه، وأنه ماثل أمام الله الذي يرى كل ما يفعل. إن مِثل هذه الصلوات التي تتم بكل طاعة هي التي تحفظ الإنسان وتحميه من المنكرات، وإن البيوت التي تؤدَّى فيها مثل هذه الصلوات تمتاز عن غيرها كلية. فعلينا أن نبحث عن مثل هذه الصلوات." (من خطبة الجمعة)


 

خطب الجمعة الأخيرة