loader
 

السؤال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . كتب الامام المهدي في كتاب الاستفتاء في سنة 1897 بانه كان من عائلة مغولية لكن الله اوحى اليه انه من فارس و كتب في نجم القيصرة في سنة 1899 بانه من عائلة مغولية و لم يذكر بان الله اوحى اليه انه من اهل فارس . هل في هذا الامر اراد ان يخفي امرا ما من ملكة بريطانيا او لاي سبب اخر؟

لا يوجد أي اختلاف أو إخفاء في هذا الأمر، فسيدنا المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام هو بالفعل من أجداد مغول قدموا إلى الهند كما قال عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وذلك مكتوب ومسجَّلٌ في نسب العائلة، ومع ذلك فقََدْ أَخْبَرَهُ الله تعالى في الوحي بأن بلاد المغول سمرقند لم تكن هي أصل أجداده القدماء لأنهم قبل ذلك كانوا في بلاد فارس مع أن سمرقند كانت في القدم تابعة لمملكة الفرس أيضا، أي أن الأمر صحيح في الحالتين. إذن فحضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام هو من أصول مغولية وفارسية معاً، وهكذا فالأصول المغولية هي التي نزح منها أجداد سيدنا المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وسجلت في سجلات النسب، والأصول الفارسية هي المحل الذي يثبت ارتباط سيدنا المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بسيدنا سلمان الفارسي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وهو عبر الوحي وليس في سجل النسب مع أن البحث التحقيقي الدقيق في السجل أيضاً يثبت بأن الأسرة أصولها فارسية وأن سمرقند قديماً كانت تابعة لمملكة فارس، ولكن لا توجد مناسبة ليدخل حضرته الملكة في كل ذلك التفصيل ويشرح لها كيف يرتبط كل ذلك بحديث سلمان الفارسي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في صحيح البخاري وغيرها من تفاصيل في رسالته للملكة، لأن هذه لن تهم الملكة إلا أن يذكر في رؤوس أقلام أصل أسرته المباشر قبل نزوحهم إلى الهند لأنه أمر متعلق بالسلطنة البريطانية وامتداد نفوذها تاريخياً في الهند وبلاد المغول وما إلى ذلك وهو أمر مسجل في سجلات النسب الخاصة بحضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. فما قاله عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في الكتابين صحيح ولكل قول مناسبته.
كذلك فإن هنالك جانب آخر للمسألة، وهو أن وصف المغول كان يطلق على سلاطين الدولة المغولية التي حكمت الهند قرونا طويلة وعلى رجالات الدولة وأمرائها ووزرائها الذين جاءوا معها والذين كان منهم فرس وأفغان وغيرهم، وكانوا يسمون مغولا نسبة إلى الدولة، لأنهم ليسوا من سكان الهند الأصليين. وأحيانا كان يوصف هؤلاء كلهم بالأفغان أيضا والذي حُرِّف بعد ذلك إلى "خان" وارتبط بأسماء المسلمين من السلاطين المغول وذرية السلاطين والأمراء، بل كان بعض الناس يضيفون هذا اللقب إلى المسيح الموعود عليه السلام في مراسلاتهم أحيانا. فمن الناحية السياسية يمكن وصفه بأنه من المغول، أما الأصول الحقيقية فهي فارسية كما أخبر الوحي وكما يتبين بالتحقيق والبحث.


 

خطب الجمعة الأخيرة