لا ذنب لهم بالتأكيد ولكن العقاب الإلهي موجَّهٌ للعصاة من البالغين فقط، فالذي يهلك في الظواهر الطبيعية من الأبرياء فلن يكون قد تعرض إلى عقاب بل إلى حادث فقط والله تعالى رحيم بهم سواء عاشوا أم قضوا في تلك الظواهر، فهُم في كل حال برعاية الله تعالى في الدنيا والآخرة. أما الذين يحاربون الله تعالى فنفس الحادث يكون عقاباً لهم في الدنيا وفي الاخرة لهم عقاب آخر جزاء أفعالهم. إذن الأمر يختلف وليس بسيان مع أن الحادثة واحدة، فيكون الحادث عقاباً للمعتدي ومجرد حادث لغير المعتدي، ولا بد أن يكون رحمة من الله تبارك وتعالى ضمن سننه، وإلا فلا ينحني مثلاً اتجاه السيل ليغرق العصاة فقط ويترك باقي الناس من حولهم، فالمهم أن أعمال الله تبارك وتعالى تجري وفق سنن ولحِكَم وغايات يعلمها الله ﷻ فقط وهي بلا شك عادلة ومحسنة، فلا يشترط بالإنسان أن يذوق النعيم في الدنيا بل هنالك الآخرة التي هي الحياة الحقيقية. هنالك حوادث كثيرة يظهر بها الله تعالى عدله وإنقاذه للأبرياء لتكون عبرة للإنسان كي لا يسيء الظن بخالقه تبارك وتعالى بل أن يدرك جيداً بأن كل أفعال الله ﷻ خير سواء أحطنا بها أم لم نحط علما.