{مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}
التفسير:
الإشارة في الآية هي لواقعة تحصِّن جنود بني النضير -بعد غدرهم وعدوانهم كما ورد في الآيات السابقة لهذه الآية من سورة الحشر- تحصّنهم في قلعتهم تحدياً منهم لأوامر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم بالاستسلام. وبعد أن دام الحصار لعدة أيام، ولكي يجبرهم على الخروج من الحصن وتسليم أنفسهم، أمرَ النبيُ ﷺ بقطع بعض النخلات اللينة أي التي لا تصلح ثمارها للاستهلاك البشري (انظر: الروض الآنف) والتي كانوا يتحصنون خلفها، ولم يكد يتجاوز القطع سوى ست نخلات فقط حتى خرج المتحصّنون وسلّموا أنفسهم (انظر: الزرقاني). لذلك لم تكن أوامر النبي ﷺ إلا في جعل المتمترسين من جنود بني النضير يخرجوا من حصنهم لكي يتوقف القتال باستسلامهم، وهذا ما حدث بالفعل وكان قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صواباً على الدوام لأنه كما تذكر الآية نفسها تم بأمر الله تعالى. (مختصر من التفسير الوسيط)