الجنة في الإسلام هي دار النعيم المادي والروحاني معاً، ولكن المادة في الجنة تختلف عن مادة الدنيا حيث تتجسد الحالات الروحانية في الجنة ليتمتع بها المؤمن، ولهذا ورد قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن المستغفرين في الدنيا يجدون ذلك على شكل نخل في الجنة، وطاعة الله تعالى تبني للإنسان قصراً في الجنة. هكذا تكون الحور العين شاملة للرفقاء والزواج معًا، فكل إنسان يكون مع أمثاله المساوين له في الدرجة، ويعطيه الله تعالى أيضاً زوجته في الدنيا إن كان هو أعلى منها درجة أو يعطيها هي زوجها لو كانت أعلى منه درجة، ويكون بينهما حب وعلاقات، ولكنها ليست كعلاقات الدنيا، لأن كل عمل في الجنة يندمج مع العبادة، فيصبح كل عمل عبادة، بما في ذلك اللقاء بين الزوجين كما بيَّنَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. إنَّ كل ما ذكره القرآن من النعم موجود ولكن بصور مختلفة وحقيقة لا نعلمها لأن الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وأنما يمكن تقريب الصورة فقط عن طريق الأمثال، ورغم أنها أمثال، ولكنها حقيقة، وكل تشابه لنعم الدنيا مع نعم الآخرة فهو من حيث المسميات، لأن نعم الجنة أكبر وأعظم وأكمل وحقائقها فائقة للتصور والخيال، وتؤدي إلى ترقي الإنسان وازدهاره المستمر بغير انقطاع.