loader
 

السؤال: ما حقيقة دعوة الرسول سرا لثلاث سنوات ؟ أرجو توضيح الأمر بالتفصيل

لم تكن دعوة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم للناس سرّية، لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد أعلن للناس وللعالم أجمع على الجبل منذ بدء الوحي بصورة مباشرة بأنه نذير بين يدي عذاب شديد وكان لا يزال في كنف عمه. لذلك لا تتحول الدعوة من العلنية إلى السرية لاحقاً خاصة وأن الله تعالى أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إصدع بما تؤمر" التي لا تعني بأن الدعوة كانت سرية، وإلا لم يكن النبي ﷺ والعياذ بالله قد صدع بما أُمر قبل هذه الآية!

وقد يكون نشأ هذا التعبير لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتاط في السنوات الثلاث الأولى لكي لا يتعرض الصحابة الأوائل للاضطهاد، فكانوا يحاولون أن يلتقوا سرا إلى حد ما كي لا يلفتوا الانتباه إليهم. ثم بعد أن كثر عددهم إلى حد ما أصبحوا لا يهتمون كثيرا بلفت الانتباه بأمر الله ورسوله، وصادف هذا بعد إسلام عمر رضي الله عنه. والواقع أنه بعد السنة الثالثة للبعثة قد بدأت المعارضة الجماعية ضد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن قبل كان الصحابة يتعرضون للاضطهاد على نطاق فردي في أسرهم أو عند سادتهم إذا كانوا رقيقا.


 

خطب الجمعة الأخيرة