loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى
سؤالي عن الصلاة هو
بما ان الصلاه هي ذكر لله فهل تعتبر الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم اثناء التحية ذكرا لله
لماذا ترك الله تعالى تفصيل الصلاة للنبي وحسب قول بعض المشككين انه الاحرى بالفريضة ان تفصل في كتاب الله حتى لا تتعرض لتحريف
وايضا سآل وردني كثيرا لم اجد له تفسيرا وللأسف لم اجد تفسير سورة الجمعة ألى وهو معنى من يوم الجمعة ولم يذكر الوقت بالتحديد لصلاتها وأيضا اه لماذا وصلتنا معلقات شعرية اطول من الخطب ولم تصلنا الا خطبة او خطبتين للرسول والاجذر ان يكونو اهم من الاحاديث وسندهم اقوى لان الجمعة يحضرها الكثيرون
اسفة على الاطالة ارهقتني هذه الاسئلة فأرجو من الله ان يكون في جوابكم ما يثلح صدري ويجعلني اجيب بقوة شكرا وجزاكم الله على مجهوداتكم

الصَلاة على النبي ﷺ هي أمر ربَّاني مهم فيه ولا شك ذِكْرٌ لله جل لأنه تنفيذ لأمره تبارك وتعالى، والصلاة على النبي ﷺ دعاء بطلب مباركة النبي ﷺ وآله رَضِيَ اللهُ عَنْهُم وأمّته مما يعني طلب البركات للداعي نفسه. يقول خليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز:

 

"لقد قال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لأحد مريديه في بيان كيفية الصلاة على النبي ﷺ : يجب عليك أن تتوجه كثيراً إلى الصلاة على النبي، اطلب بركة للنبي ﷺ بذوق وإخلاص كما يطلبها أحد لحبيبه حقاً، واطلبها بالتضرع الشديد، ولا تتصنع في هذا التضرع والدعاء، بل يجب أن تكون الصداقة والحب صادقيْن، ويجب أن تطلب للنبي ﷺ بروحٍ صادقةٍ البركات المذكورة في الصلاة عليه. وعلامة الحب الذاتي ألا يكلّ الإنسان أبدا ولا يملّ ولا تكون هناك شائبة من أهواء النفس. (أي ألا تكون هناك مصلحة شخصية، بل يصلي على النبي ﷺ فقط لتنـزل عليه بركات الله تعالى.) ثم يقول عَلَيهِ السَلام مبيّنا حكمة الصلاة على النبي ﷺ: ليس النبي ﷺ بحاجة إلى دعاء أحد كما قال ﷺ في الحديث أنه تكفيني صلاة الملائكة. يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام: هناك سر مكنون في ذلك، وهو أن مَن يطلب رحمة وبركة لأحد بحب ذاتي، فبسبب علاقة الحب الذاتية هذه يصبح جزءًا من وجوده، فالفيض الذي ينـزل على المدعو له ينـزل على الداعي أيضاً. ولأن فيض الحضرة الأحدية على رسول الله ﷺ كثير، فينال المصلون عليه ﷺ البركة بالحب الذاتي، فيأخذ كل واحد منهم بركة من البركات اللانهائية على قدر حماسهم، ولكن قليلا ما تظهر هذه الفيوض دون حماس روحاني أو حب ذاتي.

 

فعلينا أن نسعى جاهدين لخلق هذا الحماس في أنفسنا. ثم يقول عَلَيهِ السَلام في بيان السبب وراء الصلاة على النبي ﷺ: انظروا إلى صدق سيدنا ومولانا محمد رسول الله ﷺ ووفائه، لقد واجه كل نوع من السيئة وتحمل مصائب وآلام شتى إلا أنه لم يبالِ بها، فبسبب هذا الصدق والوفاء أنزل الله تعالى عليه فضله، ولأجل ذلك قال تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، ويظهر من هذه الآية أن أعمال النبي ﷺ كانت قد بلغت درجة عظيمةً بحيث لم يستخدم الله تعالى أية كلمة لبيان تعريفها وتحديد وصفها، كان بالإمكان أن تُستخدم الكلمات المناسبة لها ولكن الله لم يستخدمها قصدًا ويعني ذلك أن أعماله الصالحة كانت أسمى من أن يتم التعريف بها وتحديد وصفها. لم يستخدم الله تعالى مثل هذه الآية بحق أي نبي من الأنبياء. لقد كانت روحه ﷺ تتحلى بأسمى درجات الصدق والوفاء وكانت أعماله محببة في عين الله تعالى لدرجةِ أنه أمَر الناس بالصلاة عليه للأبد شكرًا على هذه النعمة." انتهى كلام الخليفة أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز. 

 

فالله تعالى قد بٰارَكَ النبي ﷺ وهو يصلّي عَلَيهِ ولا حاجة عنده لصلاتنا وإنما نحن المحتاجون لطلب الصواب وتنزّل البركات، وقد جعل الله تعالى ذلك كله من خلال اتّباع أسوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم والتخلق بأخلاقه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. فهذه باختصار هي الصَلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

 

أما تفاصيل الصَلاة فقد ذكر القُرآن الكَرِيم أوقاتها وعددها وهيئة السجود والركوع والوقوف وغيرها وقال أيضاً أن لنا في رَسُولُ الله أسوة حسنة وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّوا كما رأيتموني أصلّي، أي أن تفاصيل الصَلاة لم تصل إلينا من خلال الأحاديث وحدها بل وصلت إلينا قبل ذلك بالتواتر العملي أي السُنّة، وكان الناس يُصَلُّون بهذه التفاصيل تماماً تبعاً للسنة التي بيَّن القُرآن الكَرِيم بأنها واجبة مثل القُرآن الكَرِيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} والسُنّة هي فعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والسُنّة العملية هذه سار عليها الناس في أداء الصَلاة التي نصلّيها اليوم حتى قبل وجود كتب الحديث. فالصلاة التي نصلّيها اليوم قد وصلت لنا بالتواتر الفعلي أباً عن جد وما الأحاديث إلا توثيق لهذه التفاصيل لا أكثر. ولو ذكر القُرآن الكَرِيم كل تفاصيل الوقوف والجلوس والركوع وحركة الوجه والكفين وأين توضع كل منهما وكيف ينزل المصلّي للسجود ... الخ لكان التفصيل بعيداً عن أسلوب وإيجاز القُرآن الكَرِيم ولاختلف الناس أيضا في تفاصيل التفاصيل. القُرآن الكَرِيم كتاب بليغ موجز وليس للتفاصيل الطويلة فهذه قد أكد القُرآن الكَرِيم بأن ياخذها الناس من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذلك لا تختلف هيئة الصَلاة عند أي مسلم من أي طائفة إلا في بعض الأدعية والإيماءات وليس في نفي الركوع أو السجود أو القيام الخ مما هو الشكل العام للصلاة، فلا يوحد هنالك أي تحريف، والذي ينكر كل ذلك فقد أنكر القُرآن الكَرِيم الذي يذكر الركوع والسجود والقيام والوقت والتفاصيل الأخرى.

 

كذلك صلاة الجمعة مذكورة في القُرآن الكَرِيم والسنّة العملية والإحاديث تبين وقتها. أما المعنى من سورة الجمعة فهي تتحدث حول صدق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبوءات التي وردت عنه في الكتب السابقة وخاصة التوراة والإنجيل وبعثته في الأميين من العرب وأهمية القُرآن الكَرِيم وَسُنَّةِ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنواره وكيف حوّل بهذا المثل العظيم أناساً أميين من قاع الدنيا إلى سماوات الأخلاق والدين والمثل الصالح فأصبحوا من خلاله ﷺ أناسا ربانيين يحتذى بهم في كل قول وفعل وأخلاص في العمل والحياة. كذلك تتحدث السورة حول بعثة الرجل الذي يعيد الإيمان من الثريا وأنه يبعث في الآخرين من الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم وكيف تتحقق هذه النبوة العظمى ويقرّع اليهود الذين كَذَّبُوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المذكور في كتبهم ويحذر المسلمين من الانجرار وراء هذا الحال والكفر بالمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كما فعل اليهود من قبل بكفرهم بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كما أن السورة تشدد على أهمية صلاة الجمعة وأن الدنيا في زمن نزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ستكون منصبة على التجارة والمال والمتع الدنيوية فعلى المسلم الحذار من الوقوع في براثنها ونسيان الله تبارك وتعالى. السورة ملأى بالنبوءات والحكم العظيمة.

 

أما خطب الجمعة فلم يكن هنالك تدوين للخطب لأن الناس كانوا يحفظون عن ظهر قلب أقوال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد وصلت إلينا في الأحاديث نماذج من كيفية قيام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصلاة والدعاء في البداية وباقي التفاصيل حتى نهاية الخطبة وقد نقل منها مقتطفات في الأحاديث ولم تسجل كلها لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأمر بذلك بل نهى أحياناً كثيرة عن كتابة كل ما يقول كي لا يختلط مع قول الله تعالى عند الأجيال القادمة وتم التركيز فقط على القُرآن الكَرِيم والأحاديث والسُنة العملية. سورة الجمعة التي تحدثنا عنها قبل قليل فسّر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض آياتها وهي تتحدث عن بعثته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثانية في الآخرين منهم أي اعتبر ﷺ بعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هي البعثة الثانية له هو صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الزمان، وهذا التفسير الوحيد لهذه الآية من سورة الجمعة الذي وصلنا بأصح الأسانيد يثبت بأن المراد من سورة الجمعة التشديد على تصديق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتصديق مبعوثه وخادمه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.


 

خطب الجمعة الأخيرة