loader
 

السؤال: أليس من تناقض بين الحديث اي السنة النبوية والقرآن الكريم في مسألة الوضوء؟ فالوضوء بالقرآن مسح القدم وفي السنه غسل القدم. كيف يمكن ان يتواجد ماهو معاكس للقرآن بالحديث. علماً بأن قواعد النحو جائت بعد مئات السنين من نزول القرآن؟

فالآية تقول:: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (المائدة 7)
بينما الحديث يقول:
{حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْوَضُوءِ ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا وَقَالَ مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ} (صحيح البخاري, كتاب الوضوء)

لا يوجد أي تناقض بين الحديث والنص القرآني، فالحديث يُبين وجوب غسل الرجلين والاية تذكر مسح الرجلين، ولا يتم هذا إلا إذا تعرضت الرجل للماء، وهنا يتم مسحها، وفي الآية أيضاً تخفيف على من لا يستطيع إيصال الماء بغزارة إلى رجليه فيكُتفى بالمسح، وعلى هذا يصح الغسل أو المسح أو كلاهما معا. 

وبشيئ من التفصيل من المهم ان يعرف الأخ السائل أن الآية :{فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ } (المائدة 7) فيها عطف أرجلكم على الوجوه والأيدي  للغسل، كما فإن للآية قراءات مختلفة بكسر (أرجلِكم) مما يجعلها معطوفة على الرؤوؤس بالمسح . وبالأخذ بعين الاعتبار القراءات المختلفة يكون النصّ القرآني شاملا لمسح وغسل الأرجل، كنوع من التنويع وفق الحاجة والظرف والضرورة. وعليه فلا يكون أي تناقض بين النص القرآني والحديث الشريف أو السنة النبوية . أما القول بأن التشكيل وحركات الإعراب جاءت متأخرة فهذا لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع، لأن القراءات كانت محفوظة في الصدور ومصدرها من الرسول صلى الله عليه وسلم الذي علّمها لصحابته باختلافاتها المتعددة ، فيكون اختلاف القراءات في هذا الصدد كنوع من التيسير وفق الضرورة


 

خطب الجمعة الأخيرة