loader
 

السؤال: السلام عليكم استاذي. قرأت أن بوذا كان اشبه بالنبي ولكن أليست البوذيه ديانة لا تدعو لتوحيد الخالق؟ وهي اشبه بفلسفة للتعمق في الذات دون الإيمان باي خالق؟ والله أعلم

بحسب القُرآن الكَرِيم فقد أرسل الله تعالى لكل أمة في الأرض نبياً اصطفاه على قومه {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، ولما كانت جميع الأمم الخالية قد شهدت نبياً من عندها، فمن غير المعقول أن الله والعياذ بالله أهمل أمة بحجم الصين والهند من نعمة الرسل. لذلك فأغلب التعاليم الدينية عند الأمم مثل اليهود والنصارى والهندوس والسيخ والبوذ وغيرهم في أصلها كانت تعاليم صحيحة من عند الله تبارك وتعالى ثم حُرفت بمرور الزمن وتحولت إلى ما يشبه الطقوس والدعاوى العنصرية والأفكار الفلسفية البحتة، ومع ذلك فكل هذه تلتقي في أساسيات التعليم الذي نجده في كل الأديان حيث أن مصدر الدين واحد وهو الله تبارك وتعالى.
وصحيح أن البوذية اليوم أشبه بالفلسفة، ولكن العبرة ليست بما هو عليه حالها أو حال الدين اليوم، ولكن بأن الأصل كان من عند الله تعالى، وأصل الدين في كل الأمم واحد، وهو صورة مختصرة من الإسلام بما يناسب زمانا ومكانا معينا. أما الإسلام فهو الدين الكامل الشامل الصالح لكل زمان ومكان.
وأما الشبه فهو أن الأنبياء يتشابهون في أخلاقهم مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصدق والأمانة والإخلاص والصبر والتفاني، وكل من رأينا في تاريخه أخلاقا تشبه النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، وله أتباع ما زالوا يوقرونه، فنحكم أنه لا بد أن يكون نبيا في الأصل، وفقا لقاعدة القرآن الكريم أن الله تعالى لم يحرم أمة قط من النبوة.


 

خطب الجمعة الأخيرة