لم يرد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابة اسم من يخلفه كما يظن الشيعة، لأن النبي ﷺ في نفس الحديث رأى ما رَآهُ عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وهو أن لا يكتب، فعدل النبي ﷺ عن الكتابة، والسبب أن قول عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأن النبي ﷺ قد غلبه الوجع -أي أنه ﷺ في حال من الوجع والتعب ليكتب ويتعب نفسه الشريفة وأن كتاب الله تعالى في الحقيقة هو الذي يجب أن نتبعه ولن نضل بعده كما علّمنا رَسُولُ الله ﷺ- كان هذا القول موافقاً لما كان سيكتبه النبي ﷺ، فَقَدْ وردَ في "صحيح مسلم" من حديث جابر في صفة حج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي ﷺ قَالَ: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ." ( صحيح مسلم 1218). والواقع أن النبي ﷺ لو كان سيكتب شيئا فلن يكتب إلا هذه الوصية، ويبدو أن حضرته ﷺ لم يصر على الكتابة إلا لأن عمر رضي الله عنه قد قال ما كان سيقول.
ثم إن النبي ﷺ قد تحسنت صحته بعد ذلك وكان قد أفاق ووقف ينظر إلى المصلين يوم وفاته، فلو كان يريد شيئا لأنفذه بعد هذه الحادثة.
ثم، هل من المعقول - لو كان النبي ﷺ يريد أن يوصي لعلي رضي الله عنه - أن النبي ﷺ لم يوصِ وصية صريحة مرارا للصحابة في أكثر من مناسبة بكلمات واضحة قطعية؟ ثم لو قيل إنه قد فعل، فهل من المعقول أن يتواطأ الصحابة جميعا على الكذب ولا نرى حتى رواية آحاد تقول ذلك؟
أما لفظ "وعترتي أهل بيتي"، فليس مستبعدا أن النبي ﷺ قد أوصى بأن يهتم بهم الناس ولا يظلموهم كما كان مقدرا، وأن ظلمهم في الواقع انحراف عن الإسلام وضلال دون أدنى شك. وهذه الوصية هي في الحقيقة نبوءة عما سيحدث لأهل بيت النبي ﷺ من بعده وما سيلاقوه من ظلم وقتل على يد يزيد، فكانت وصية النبي ﷺ تشدد على عدم ظلمهم رِضوانُ اللهِ عَلَيهِم أجْمَعِِينَ. كما ورد في لفظ "وسنتي"، وهذا اللفظ يوافق القُرآن الكَرِيم {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} -النساء، حيث تُرد الأمور المتنازع عليها إلى الله تعالى أي القُرآن الكَرِيم والرسول أي السُنة. كذلك ورد في حديث وصية النبي ﷺ باتّباع سنة الخلفاء الراشدين من بعده، فعن العرباض بن سارية رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قال: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فأوصنا، فقال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.»، -حديث صحيح. المهم أن ما قاله عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ موافق لما قاله أو ما كان سيقوله النبي ﷺ كما تبين أعلاه من مجموع الأحاديث، وهذا في مناقبه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. أما القول بأن النبي ﷺ خاف من عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأن عمر أجبره على عدم الكتابة فهو إساءة للنبي ﷺ يرفضها الحديث نفسه.
ترددات قناة mta3 العربية:
Hotbird 13B: 7° WEST 11200MHz 27500 V 5/6
Eutelsat (Nile Sat): 7° WEST-A 11392MHz 27500 V 7/8
Galaxy 19: 97° WEST 12184MHz 22500 H 2/3
Palapa D: 113° EAST 3880MHz 29900 H 7/8