loader
 

السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،الحمدالله رب العالمين و الصلاة والسلام على خير الخلق محمد ابن عبدالله ﷺ، اما بعد أريد ان اسئل حضرتكم ما هو حكم اسبال الثوب هل هو جائز؟ . وجزاكم الله خير الجزاء

قال تعالى {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} اللأعراف:27

الحقيقة أنه لما كان إسبال الثوب عادة  العرب في جاهليتهم لإظهار الفخر والخيلاء أتى نهي النبي صلى الله عليه وسلم للانتهاء عن هذا الخلق الذي يذمه القرآن الكريم  : { إنّ الله لا يحب كل مختال فخور} لقمان:19، لذلك حري بنا أن نفقه تلك الأحاديث في ضوء مناسبتها الزمنية والمكانية في ضوء العرف السائد حينئذ..وإذا كان معلوما أنّ مظاهر لباس الناس تتفاوت في كل عصر عن آخر، فإننا يجب ان ندرك أنّ ما يمكن أن يكون تعبيرا عن الفخر والكبر في اللباس في وقت ما قد لا يكون كذلك في عرف وتقاليد زمن مجتمع آخر، فمثلا لا يعتبر البنطال الطويل المسبل في عصرنا دالا على فخر أو كبر لأن طبيعة البنطال المتعارف عليه بين الناس عامة شرقيهم وغربيهم أن يكون مسبلا، حتى أننا لا نجد أحدا يفخر على أحد في ارتدائه.. أما  أولئك الذين فهموا تلك الأحاديث خارج مناسبتها فقصّروا لباسهم تفاديا للإسبال بجعله منحسرا عن الأطراف بدعوى اتباع السنة فأوقعوا أنفسهم في وضع حرج وساخر مناف لآداب التحضر والجمال الذي يراعيه الاسلام .. لذلك يجب ان يراعي المؤمن الاعتدال مستحضرا لباس التقوى ومقاصد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند ارتداء الثوب الجديد:

{ اللهم لك الحمد كَسوتَنيه، أسألك مِن خيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما صُنع له} سنن أبي داود و الترمذي 

وبارك الله فيكم


 

خطب الجمعة الأخيرة