السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال ما معنى الحديث لكل داء دواء هل الدواء لشفاء الكامل مثل المرض المزمن او الذواء الذي نشربه طول حياتي للمرض المزمن والسلام عليكم
عن جابر ابن عبد الله أن النبي ﷺ قال:
{لِكُلِّ داءٍ دَواءٌ، فإذا أُصِيبَ دَواءُ الدّاءِ بَرَأَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ.} (مسلم والنسائي)
والمعنى أنّ الله تعالى قد خلق وقدّر أسبابا للإنسان في عالم الطبيعة وموادها لدفع كل أنواع الأسقام المختلفة التي يصاب بها البدن وهذه الأسباب حقيقة تعتبر من شواهد تجليات رحمانية الله تعالى وفيضها الأعم، غير أنّ هذا يقتضي من الإنسان بذل الأسباب والجهود للبحث ومعرفة خصائص هذه الأشياء التي خلقها الله تعالى من صنوف النباتات والمعادن والحشرات السامة للانتفاع منها للبرء من مختلف الأمراض وفق ما يناسبها.
الحقيقة أنّ مسار الطبابة والتداوي بدأ منذ قدم الإنسان حين نظر في تأثير خواص هذه الأشياءحتى وصل إلى مراحل متقدمة من ابتكار علوم الصيدلة وتصنيف مفرداتها الدوائية وتطوير مركباتها،كما ارتقى في علوم الطب والكيمياء والتشخيص المرضي ومعرفة نسيج وتركيب الأعضاء البشرية وكيفية عملها ومن ثم الجراحة والتشريح، إلى عصر استكشاف شريط الجينات البشرية وتفكيك شفراته الوراثية واستشراف علاج الأمراض المزمنة، وهكذا تحقق للانسان من المعرفة ما مكّنه بفضل الله ورحمته من مداواة الكثير من الأمراض التي كانت تهدد حياة الناس وتفتك بهم بعد يأس وقنوط من علاجها.. وسيبقى الانسان في سياق بحثه المعرفي والعلمي مستكشفا أسباب التداوي المختلفة التي اودعها الله تعالى في عالم الأسباب والتي تنتهي سلسلة عللها إلى صفته تعالى{الشافي{ وهذا ما يؤصله الحديث النبوي الشريف الذي يفتح باب الأمل للإنسان لغد مشرق وتفاؤل برحمة الله تعالى في ايجاد دواء لكل داء.