loader
 

السؤال: من خلال دراستي للتاريخ القديم وصلت إلى نتيجة و هي أنّ كلّ الأنبياء كان محلّ رسالاتهم الجزيرة العربية و أقوامها على أساس أنّ بنو إسرائيل من القبائل العربية ـ العبرانيين ـ و من قبلهم سيّدنا إبراهيم الذي أسكن زوجه فيافي مكة لا تبعد في غالب الأحوال عن إقامته الأصلية مئات الأميال و قصة سيدنا سليمان مع ملكة سبأ المجاورة خير دليل أمّا سوريا الكبرى و فلسطين فلا علاقة لبنو إسرائيل بها لإنعدام أيّ أثار عبرانية فيها و روايات التوراة هي تحويرحاخامي للإستيلاء على ملك و تاريخ الغير. وجدت هذا الموقع الذي يرجّح هذه الفرضية اختطاف جغرافيا الأنبياء http://www.tajdeed.org/ . ما رأيكم يا إخواني!

إقامة إبراهيم وإسحاق ويعقوب في فلسطين من المتواتر، وكذلك خروج موسى عليه السلام من مصر إلى فلسطين، وتيه قومه أربعين سنة في سيناء.
دعنا نبدأ من الوراء، ومما لا خلاف فيه.. أي من حياة المسيح عليه السلام، فقد وُلد في بيت لحم، وتنقل بين مدن فلسطين وقراها المعروفة، مثل القدس والناصرة وكفر ناحوم، وبحيرة طبريا ومختلف مناطق الجليل. ثم انتقل تلامذته من هناك إلى مناطق مختلفة في العالم.
والمسيح نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقد بعثه الله تعالى إليهم، وقد ذكر ذلك القرآن الكريم والأناجيل، ونقل ذلك الناس منذ ذلك الحين. فهل كان المسيح في الحجاز مثلا؟ هل يوجد في الحجاز مدن اسمها: بيت لحم والقدس والناصرة وكفر ناحوم؟
ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث كثيرا عن بني إسرائيل، ولم يقل مرة واحدة إنهم سكنوا الجزيرة العربية. واتفق المسلمون منذ عهد الصحابة حتى اليوم على ذلك.
وظلّ المؤرخون يتحدثون عن قبور الأنبياء مثل إبراهيم وبعض أبنائه وزوجاتهم في مدينة الخليل، وعن قبر يوسف في نابلس.
والأدلة أكثر من أن تُحصى.
أما لقاء سليمان عليه السلام بملكة سبأ، فقد كان على حدود فلسطين الجنوبية، لأن مملكة سبأ كانت ممتدة وتسيطر على سواحل البحر الأحمر.
وأما ذهاب إبراهيم عليه السلام إلى مكة من فلسطين فهو وإن كان مشوارا طويلا، إلا أنه ليس هنالك أي مانع عقلي منه، فما دام الله تعالى قد أمره بذلك فلا إشكال.
التوارة تقول إنه ذهب بإسماعيل إلى بئر السبع. قد يكون هذا أكثر عقلانية من القول إنه قد ذهب إلى مكة، لكننا إنْ قلنا بذلك فسنعارض التوراة أولا، حيث إنّ هذا يقتضي نقض النصوص التي تدل على أن الله تعالى سيبارك إسماعيل ونسله، وليس هنالك أي نبي أعلن أنه من ذرية إسماعيل سوى محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوته المباركة خير دليل على ذلك. والدليل العملي أقوى الأدلة. إذن، علينا أن نؤمن أن إبراهيم عليه السلام قد ذهب بإسماعيل إلى مكة، لأنّ القرآن الكريم يقول بذلك، ولأنّ التوراة تقتضي ذلك، ولأنّ الذين ذكروا بئر سبع لم يشاهدوا، بل لما رأوا إبراهيم عليه السلام قد ذهب جنوبا، ظنوا أنه في بئر السبع لأنها أقرب مناطق الجنوب.


 

خطب الجمعة الأخيرة