loader
 

السؤال: السلام عليكم....لماذا يجب ان نصدق ان الانجيل تحدث عن محمد (صلي الله عليه وسلم) ولا نصدق الانجيل في فوله عيسا ابن الله؟؟ اليس كلاهما من اقوال الانجيل؟؟ ام يستخدم ايات الانجيل فقط في المصلحة؟؟؟

نحن أيضا نؤمن أن المسيح ابن الله، كما هم الأنبياء جميعا. فقد روى يوحنا في إنجيله قال: {31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ:«لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ، 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟ } (يُوحَنَّا 10 : 31-36)
أي ما المشكلة في هذه التعابير المجازية؟ لماذا تتهمونني بالكفر بينما كان الأنبياء السابقون وداود عليه السلام خاصة قد استخدموها ولم تكفروهم؟
المسيح يشير هنا الى ما ورد في المزامير على لسان داوود : {1اَللهُ قَائِمٌ فِي مَجْمَعِ اللهِ. فِي وَسْطِ الآلِهَةِ يَقْضِي: 2«حَتَّى مَتَى تَقْضُونَ جَوْرًا وَتَرْفَعُونَ وُجُوهَ الأَشْرَارِ؟ سِلاَهْ. 3اِقْضُوا لِلذَّلِيلِ وَلِلْيَتِيمِ. أَنْصِفُوا الْمِسْكِينَ وَالْبَائِسَ. 4نَجُّوا الْمِسْكِينَ وَالْفَقِيرَ. مِنْ يَدِ الأَشْرَارِ أَنْقِذُوا.
5«لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشَّوْنَ. تَتَزَعْزَعُ كُلُّ أُسُسِ الأَرْضِ. 6أَنَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ. 7لكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ». 8قُمْ يَا اَللهُ. دِنِ الأَرْضَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَمْتَلِكُ كُلَّ الأُمَمِ.} (اَلْمَزَامِيرُ 82 : 1-8)
فقول داود عليه السلام: "في وسط الآلهة يقضي" معناه أن المؤمنين آلهة ويقضي الله بين هؤلاء الآلهة.
أما قوله: "أنا قلت: إنكم آلهة، وبنُو العليِّ كلُّكم ٌ" فواضح تمام الوضوح، حيث يعلن داود عليه السلام لبني إسرائيل أنهم كلهم آلهةٌ وأبناءُ اللهِ العليِّ، ولكنه يذكّرهم أيضًا أنه بالرغم من تسميته إياهم "آلهة وأبناء الله" فإنهم يموتون كما يموت البشر، لأنهم ليسوا آلهة ولا أبناء الله في الحقيقة. أي أنهم لن ينجوا من الموت، ولكن الله حي لا يموت أبدًا. وإنما سُمّوا "آلهة" أحيانًا وأبناء الله" في أحيان أخرى لكي يعدلوا في الأرض مثل الله تعالى، وينفّذوا أوامره في الدنيا، فإذا فعلوا ذلك صاروا مظهرًا لله تعالى. أي لكي يتصفوا بصفات الله عز وجل.


 

خطب الجمعة الأخيرة